أعفى الملك محمد السادس كلا من الطبيب الجنرال دو ديفيزيون إدريس عرشان، مفتش المصالح الصحية للقوات المسلحة الملكية، والجنرال توبان، الطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري من مهامهما. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن قرار الإعفاء جاء بعد زيارة خاطفة قام بها الملك نهاية الأسبوع الماضي للمستشفى العسكري بالرباط. وقالت المصادر أن الملك لم يجد أحدا من المسؤولين عند وصوله إلى المستشفى، كما وجد جهاز «السكانير» معطلا منذ مدة، فضلا عن انعدام أبسط وسائل التطبيب والعلاج، وهو ما أثار غضبه مما أسفر عن إعفاء المسؤولين العسكريين المذكورين. وأضافت المصادر أن الملك قام بجولة في أروقة المستشفى دون أن يعثر على مسؤول عام أو قطاعي، كما عبر عن استيائه من تدهور الأوضاع بالمستشفى وانعدام وسائل النظافة والتطبيب الضرورية. إلى ذلك، عوض الجنرال عبروق، الطبيب المختص في أمراض الأنف والحنجرة والأذنين، إدريس عرشان في منصبه، حيث أصبح مفتشا للمصالح الصحية للقوات المسلحة الملكية، بدلا من عرشان، الذي كان طبيبا خاصا للملك الراحل الحسن الثاني. كما عوض الكولونيل ماجور هاشم، الطبيب الأخصائي في أمراض الأمعاء والمعدة، الجنرال توبان، الذي أعفي بدوره من منصبه كطبيب رئيسي للمستشفى العسكري بالرباط. وذكرت بعض المصادر أن غضب الملك كان عارما لدى وقوفه على أوضاع المستشفى العسكري، الذي يضم جناحا خاصا بأفراد العائلة الملكية، وهو ما دفعه إلى إعفاء المسؤولين في اللحظة ذاتها، حيث ظل منصباهما فارغين إلى حين تعيين الجنرال عبروق والكولونيل ماجور هاشم قبل ثلاثة أيام لتولي المنصبين. وكان الملك محمد السادس قد أعفى قبل حوالي سنة، الجنرال دو ديفيزيون إدريس عرشان، من منصبه كرئيس للهيئة الوطنية للأطباء، وعين بدله طبيب العائلة الملكية الطاهر العلوي. وقد خلف هذا القرار ارتياحا كبيرا في صفوف أعضاء الهيأة ونقابات القطاع، الذين راهنوا على الطاهر العلوي لتجاوز تبعات 24 سنة من التسيير العسكري للهيأة الذي قاده عرشان. وفي سياق ذي صلة، خلف إعفاء المسؤولين المذكورين من مهامهما، حالة من الذعر لدى مسؤولين آخرين بعدد من المستشفيات، خصوصا مستشفى ابن سينا بالرباط، الذي يعاني المرضى الوافدون إليه من انعدام أبسط وسائل العلاج. ويذكر أن الحركة توقفت بالمستشفى طوال الأسبوعين الماضيين نتيجة انعدام وسائل العلاج، حيث يطلب من المرضى إحضار ضمادات من أجل تلقي العلاج.