محمد بوهريد سقطت فاطمة عبايد، عضو مجموعة الأربعين، المتكونة من معطلين تعدى عمرهم 40 سنة، أمام أعين طفلها، أرضا في تمام الثانية والربع من زوال أول أمس الأحد، خلال مشاركتها في وقفة احتجاجية لمجموعتها أمام ملحقة الوزارة الأولى في الرباط. وقد كانت عبايد تنزف بغزارة، حسب إفادة أحد أعضاء المجموعة، كانت تلك اللحظات الأولى لإجهاضها حملا في شهره الثاني، حيث «نجم الإجهاض عن التعب والإرهاق بسبب الاحتجاج المستمر تحت حر قائظ والبعد عن الأسر منذ أكثر من أسبوع»، يقول مسؤول في مجموعة الأربعين، والذي أكد أنه تم نقلها على الفور إلى مستشفى الولادة السويسي في الرباط. وقد أجري لعبايد، ذات ال43 سنة، فحصان بالأشعة، دون أن يتمكن الأطباء من استكمال تشخيص حالتها، ولم يعلم زملاؤها في مجموعة الأربعين أي مستجد بخصوص حالتها الصحية إلى حدود منتصف أمس الأحد، خصوصا أن نزيفها استمر طويلا. وكانت فاطمة عبايد، وهي أم لطفلين وتقطن بمدينة وزان، قد حلّت، قبل أزيد من أسبوع بالرباط، وانضمت، رفقة أحد طفليها، إلى سلسلة جديدة من الاحتجاجات التي تخوضها مجوعة الأربعين في العاصمة. وإثر هذا الحادث، هدّدت المجموعة بالدخول في أشكال تصعيدية جديدة ستتمثل، في مرحلة أولى، في الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، وقد تصل في مرحلة لاحقة إلى إحراق الذات. وجاء في بيان للمجموعة، أصدرته عقب حادث الإجهاض: «لن نقف عند الاعتصام المفتوح أمام مقر ملحقة الوزارة الأولى وسط ظروف لا إنسانية.. تغلق في وجوهنا المراحيض ونساء المجموعة بعيدات عن أطفالهن الصغار، مما سبب لهن حالة نفسية مؤثرة بلغت حد الانهيار العصبي، إضافة إلى التسممات الغذائية». وتتهم المجموعة الحكومة باستثنائها من عمليات التوظيف المباشر التي قامت بها في الأشهر القليلة الماضية وشجبت، في البيان سالف الذكر، ما أسمته «التأكيد على أحقيتها في التوظيف بالنظر إلى الظروف الإنسانية التي يعيشها أعضاؤها». وتتكون مجموعة الأربعين من 80 مجازا معطلا، 70 في المائة منهم، حسب إحصائيات المجموعة، نساء، ومعظمهن ربات بيوت، مثل فاطمة عبايد نفسها، وقاسمهم المشترك كون أعمارهن تعدّت الأربعين سنة.