سار متظاهرون في طنجة في مسيرتين مختلفتين، الأولى مناهضة للفساد، والتي انطلقت مما أصبح يطلق عليه ساحة التغيير في بني مكادة، والثانية مؤيدة للدستور، والتي انطلقت من ساحة الكويت، وسط المدينة. وقد ردد المتظاهرون المناهضون للفساد شعارات تصُبّ في إطار مطالبهم الخاصة بإصلاحات جذرية وعميقة تهُمّ محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وباسترجاع الأموال المنهوبة ووقف التبذير، فيما ردد المتظاهرون المساندون للدستور شعارات مناوئة لحركة 20 فبراير وللأحزاب والأطياف المشاركة فيها. وفي الوقت الذي شاركت في مظاهرة مناهضة الفساد أطياف اجتماعية مختلفة وأيضا أحزاب يسارية وتنظيمات إسلامية، فإن أبرز المشاركين في المسيرة المساندة للدستور كان هو محمد الفيزازي، أحد أقطاب ما يعرف بالتيار السلفي. وقد شارك الفيزازي، لفترة قصيرة، في هذه المسيرة، قبل أن ينسحب منها، قبل نهايتها، وهي المسيرة التي عرفت رفع شعارات مناوئة للمظاهرات المنددة بالفساد. وكان التفاوت واضحا بين الأعداد التي شاركت في مظاهرة مناهضة الفساد ومسيرة مساندة الدستور، حيث قدر عدد المشاركين في المظاهرة الأولى بحوالي 10 آلاف، فيما كان المشاركون في المظاهرة الثانية بضع مئات فقط. ولوحظ أن مسيرة مساندة الدستور عرفت رفع لافتات تحمل عبارة «الحركة التصحيحية ل20 فبراير». وكان مرتقَبا أن تسير مسيرة مناهضة الفساد حتى ساحة الأمم في وسط المدينة، غير أنها توقفت فجأة في حي «كاسبراطا»، الشعبي، وهو ما فسره متتبعون بأن حركة 20 فبراير فعلت ذلك عمدا لادخار طاقة متعاطفيها إلى الأسبوع المقبل، حيث يُرتقَب أن تعرف طنجة واحدة من أكبر المظاهرات المناهضة للفساد.