في خطوة غير مسبوقة، قرر أسرى حرب الوحدة الترابية قضاء شهر رمضان مع عائلاتهم وأبنائهم أمام مقر البرلمان، بعدما دخلوا في اليوم ال54 من الاعتصام والمبيت في العراء، دون تدخل الجهات المسؤولة لتسوية ملفهم المطلبي، وبعد الوعود الكثيرة التي لم يتحقق منها أي شيء، على حد تعبيرهم. وقد بدأت بعض عائلات الأسرى، بعد طول غيابهم عنها، تتوافد على مقر الاعتصام للاطمئنان على حالتهم، ومنهم من قضى بضع ليال معهم وشاركوهم معاناتهم، من بينهم أطفال صغار، كما هو الحال بالنسبة إلى عبد الواحد السملالي، أسير الحرب، الذي قضى معه أبناؤه ثلاثة أيام، وعمر الأكبر منهم لا يتعدى خمس سنوات، ويقول إنهم في حاجة إلى عائلاتهم وزوجاتهم وأبنائهم، وإنهم يحسون بنوع من «الحكرة»، بعدما قدموا تضحياتهم دفاعا عن الوحدة الترابية، فوجدوا أنفسهم يلتحفون العراء ويعانون الإقصاء والتهميش. ويقول سامر عبد الله، أسير حرب سابق ومنسق إحدى المجموعات المعتصمة، إنهم فقدوا الثقة في المسؤولين، خاصة بعدما طلب عامل الرباط مقابلتهم وقطع معهم وعدا على إيجاد حل نهائي لوضعهم، شريطة أن ينهوا الاعتصام ويخلوا المكان. وأضاف أنه قدم لهم وثيقة يلتزم فيها كتابة بوعوده لكنها لا تتضمن أي توقيع يثبت مصداقيتها، وهو الأمر الذي اعتبروه غير جدي، خاصة بعدما انقضت المدة التي اتفق حولها معهم على تسوية وضعيتهم، والتي كان قد حددها في أقل من شهر. وأشار سامر ل«المساء» إلى أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم ولن يأبهوا للحوارات «الفارغة» وأكد أنهم على استعداد تام لقضاء شهر رمضان بحضور عائلاتهم وأبنائهم، بل وحتى العيد، إذا اقتضى الأمر ذلك. وأوضح سامر أنه رغم تعرضهم للسرقة والتحرش في مكان مبيتهم قرب مسجد السنة من طرف المتشردين والسكارى، فإنهم لن يستسلموا حتى ينتزعوا حقوقهم. من جهة أخرى، رفع المعتصمون لافتات وشعارات تعبّر عن مطالبهم وحقوقهم من قبيل «في الحزام مدافعونْ ومن الأسر عائدونْ وللحقوق فاقدونْ». ونددوا بالوضع المزري الذي يعيشه الأسرى بعد المدة التي قضوها في الاعتصام في «تجاهل تام لمطالبهم»، خاصة أن هناك فئات تعاني من أمراض صحية، ومنهم من يوجد في حالة مزرية، نظرا إلى تقدمهم في السن.