أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية في المحكمة الابتدائية في مراكش، يوم الجمعة الماضي، أحكاما قضائية بلغ مجموعها 46 سنة، تراوحت ما بين عشر سنوات وسنتين حبسا نافدا في حق أفراد شبكة ما عرف ب»شبكة أمزميز» للاتجار الدولي في المخدرات، التي تم تفكيكها من قِبَل فرقة محاربة المخدرات في المصلحة الولائية للشرطة القضائية في ولاية أمن مراكش، بينما تمت تبرئة متهمين من ضمن المجموعة المكلفين بمهمة التعشير من التّهم المنسوبة إليهما. وهكذا أدانت هيأة المحكمة زعيم الشبكة، المتهم العراقي الذي يحمل الجنسية الهولندية، بعشر سنوات سجنا نافدا وغرامة 100 ألف درهم، وبخمس سنوات سجنا نافدا وغرامة 5000 درهم في حق ثلاثة متهمين، وبثلاث سنوات سجنا نافدا وغرامة 5000 درهم في حق ثلاثة متهمين آخرين، بينما أدانت متهما واحدا بسنتين حبسا نافدا. وقد عرفت أطوار المحاكمة الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين وإلى الدفوعات التي تمت إثارتها خلال مناقشة القضية في جلسة سابقة، بسقوط المتهم العراقي أرضا وفقدانه الوعي. وقد قام دفاع المتهمين ال11 الذين يكونون شبكة للاتجار في المخدرات على المستوى الدولي، بالطعن في محضر الضابطة القضائية باعتباره يتضمن تصريحات مغلوطة لبعض المتهمين، في الوقت الذي يتابع المتهمون، الموجودون رهن الاعتقال الاحتياطي في سجن «بولمهارز»، طبقا لملتمسات وكيل الملك، بتهم «الحيازة والاتجار ومحاولة تصدير المخدرات والمشاركة». وقد انتهت التحقيقات، التي قادتها الفرقة الأمنية المكلفة، إلى أن أفراد الشبكة التي كان زعيمها يملك معملا لنجارة خشب الأرز في مراكش وورشا في طور البناء، ادّعى أنه كان يعده لإقامة قاعة للأفراح على مساحة 10 هكتارات اقتناها ب80 مليون سنتيم، (انتهت) إلى تفكيك شبكة دولية في تجارة المخدرات. وكانت الشبكة المذكورة تعمد إلى حشو خشب الأرز المصنَّع بكميات من مخدر «الشيرا» وتضع فوقه لصاقا، قبل أن تقوم كذلك بتشميعه، لتضليل أجهزة المراقبة الجمركية، بدعوى أن الخشب المذكور مُعَدّ للتصدير إلى الخارج. ومن أجل الكشف عن خيوط هذه القضية، أمضت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفي مراكش شهرين كاملين لمراقبة «شبكة أمزميز» للمخدرات. بدأت عملية تفكيك الشبكة بسرية كبيرة مباشرة بعد أن ألقت الشرطة القبض في «المحاميد» في مراكش على تاجر مخدرات وبحوزته كيلوغرام من مخدر «الشيرا». وقد اعترف الموقوف بأنه يجلب «بضاعته» من شخص آخر غير بعيد عن المنطقة، فانتقلت الشرطة إليه وألقت عليه القبض، ليدلَّها، هو الآخر، على نجار في «باب دكالة» كان يزوده بالمخدرات. اعترف المتهم بتجارته في المخدرات، وانتقلت الشرطة إلى محل للنجارة يقع في «أمزميز» (46 كيلومترا عن مراكش) وتم إلقاء القبض على ثلاثة أفراد آخرين.