علمت «المساء» من مصادر برلمانية أن فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين برئاسة حكيم بنشماش، نائب الأمين العام للحزب، مارس خلال الأسابيع الماضية ضغوطا من أجل عدم الإعلان عن استقالة مستشارين برلمانيين كانوا قد قدموا استقالاتهم الشهر الماضي من الفريق ومن الحزب، وقراءتها في الجلسة العامة. وأوضحت المصادر أن الأمر يتعلق بالخصوص بإعلان استقالة أحمد الكور، الرئيس السابق لفريق «البام» بالغرفة الثانية، الذي كان قد قدم الشهر الماضي استقالته بمعية كل من جواد الدواحي، ومحمد أزلماط وسعاد لغماري، مشيرة إلى أن الكور اضطر أمام عدم رغبة أطراف داخل «البام» في الإعلان بشكل رسمي عن استقالته إلى تقديم طلب ثان بتاريخ يوليوز الجاري إلى محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، بعد طلب أول في 20 يونيو الماضي، من أجل إدراج موضوع استقالته من الفريق والحزب في جدول أعمال المكتب، وقراءتها في الجلسة العامة الدستورية الموالية. إلى ذلك، اتهم الأمين الإقليمي للحزب بالحاجب بنشماش بالتسبب في استقالته، على خلفية عدم وضع اسمه ضمن الوفد البرلماني الذي سافر إلى ستراسبورغ التي احتضنت اجتماع الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي، وهو الاجتماع الذي متع البرلمان المغربي بوضعية «شريك من أجل الديمقراطية». وحسب رسالة الاستقالة التي وجهها الكور إلى رئيس مجلس المستشارين، في 20 يونيو المنصرم، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها، فقد فوجئ برئيس الفريق يستغني عنه وينتدب المستشار المكي الحنكوري، الذي يتحدر من نفس منطقة رئيس الفريق (إقليمالحسيمة) ليحل محله، مما شكل له صدمة ومرارة كبيرة، «جعلتني أراجع مسيرتي داخل حزب وفريق الأصالة والمعاصرة» يقول الكور، مضيفا «أمام توالي مثل هذه الإهانات، تبين لي بأنه يستحيل أن أستمر في فريق لا يحترم مؤسسيه ولا برلمانييه ولا مناضليه، ولا يقدر عملهم وتضحياتهم في سبيل بناء الحزب والفريق معا». وفيما لم تستبعد مصادر حزبية أن يتم الإعلان خلال الأيام القادمة عن التحاق الكور، الذي يرأس جماعة «سبع عيون» في إقليم الحاجب، بحزب الاستقلال والترشح باسمه في الانتخابات التشريعية لأكتوبر القادم، أقرت مصادر مقربة من حزب الوزير الأول في اتصال مع «المساء» بوجود مفاوضات يجريها حاليا قياديون استقلاليون من أجل استقطاب القيادي السابق في الحزب الوطني الديمقراطي إلى صفوف الحزب. من جهة أخرى، يبدو أن موسم الهجرة من حزب الأصالة والمعاصرة نحو أحزاب أخرى، خاصة حزب الحركة الشعبية، سيتواصل. إذ أفادت مصادر من حزب السنبلة أن ستة طلبات جديدة للالتحاق بالحزب قدمت خلال الأسبوع الماضي من قبل برلمانيين يتقدمهم ثلاثة برلمانيين منتمين إلى حزب «البام». وأوضحت المصادر أن الطلبات الجديدة ينتظر أن يتم البت فيها من قبل امحند العنصر، الأمين العام للحركة وأعضاء المكتب السياسي خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرة إلى أن البرلمانيين الستة طلبوا تزكيتهم من قبل الحزب خلال الانتخابات التشريعية المرتقب إجراؤها في أكتوبر القادم. وتنضاف طلبات البرلمانيين الستة إلى 13 طلبا للالتحاق بفريقي الحزب بمجلسي النواب والمستشارين، كانت قيادة الحركة قد توصلت بها خلال الأسابيع الماضية من برلمانيين ينتمون في أغلبيتهم إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قيادة حزب السنبلة تتدارس المعايير التي سيتم اعتمادها في البت في طلبات الالتحاق التي توصلت بها بالقبول أو الرفض. جدير بالذكر أن طلبات الالتحاق الجديدة بحزب الحركة تأتي أسابيع على تقديم مستشارين ينتمون إلى حزب الهمة استقالاتهم وانضمامهم إلى الفريق الحركي بمجلس مدينة الرباط.