في خطوة مفاجئة، قام إدريس اليازمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بزيارة لأسر ضحايا أحداث 20 فبراير في الحسيمة، الذين عُثِر على جثثهم متفحمة داخل إحدى وكالات البنك الشعبي في المدينة، واستمع إلى رواية الأسر في ما يتعلق بالحادث وخلفيات تشكيكها في ما وقع. وقد حضر اللقاءَ، الذي استغرق ما يقارب الثلاث ساعات، والذي تخلله تناول وجبة غذاء جماعية، بالإضافة إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والوفد المرافق له وأفراد من عائلات الضحايا، أعضاء من حركة 20 فبراير، بصفتها داعمة ومتابعة للملف ومتبنية لمطلب كشف الحقيقة. وحول خلفيات الزيارة، أكد عبد الجواد أشهبار، عضو حركة 20 فبراير وأحد المتابعين للملف، أن «الأسر قد قامت بمراسلة كل من الوكيل العام للملك في محكمة الإستئناف في الحسيمة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، مطالِبة بفتح تحقيق شامل ونزيه وشفاف في ما يخص استشهاد الشبان الخمسة». وأضاف أشهبار أن «الأسر تطالب بالكشف عن الحقيقة، لأنها، بمعية حركة 20 فبراير والجمعيات الحقوقية، ينتابها الشك حول الرواية الرسمية، لذلك كانت المطالبة دائما بتحقيق معمق لكشف مجريات ما حدث»، معتبرا أن «زيارة رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان لأسر الشهداء والاستماع بشكل مباشر إليهم، له دلالات أنه هناك رغبة في الوصول إلى الحقيقة». وقد آثر اليازمي، وفق ما أكدته مصادر حضرت اللقاء، الاستماع إلى تصريحات العائلات واستجماع معطيات عن خلفيات تشيككها في ما وقع والمطالبة بكشف الحقيقة، مؤكدا، في خضمّ حديثه مع الأسر، أن المجلس قد تبنى الملف وقام بهذه الزيارة استجابة لطلب الأسر أولا، و»من أجل كشف الحقيقة ومساعدة العائلات للوصول إليها»، وأضاف أن الملك محمد السادس أثناء تنصيب المجلس وتعيين أعضائه «حثنا على كشف الحقيقة وتوخي الصدق في كل الملفات التي نشتغل عليها هنا في الحسيمة أو في خريبكة أو في أي منطقة أخرى من مناطق الوطن». ومن جانبها، استحسنت حنان بودريس، أرملة جمال السالمي، أحد الضحايا الخمسة، والتي احتضن منزلُها اللقاء، المبادرة واعتبرتها بداية لحل هذا الملف العالق منذ أزيد من ستة أشهر، حيث قالت: «لقد ارتحنا لكلام السيد اليازمي ولمسنا فيه الصدق، وكل ما نتمناه أن تُكشَف الحقيقة ونعرفها، لأن العائلات لا يغمض لها جفن منذ أن وقع ما وقع.. لا نريد أي شيء سوى الحقيقة، لكي نرتاح جميعا». وقد وجه اليازمي العائلات لرفع دعوى قضائية جديدة في الملف عبر محامين، واعدا إياها بتتبعه إلى أن تكشف حقيقة ما وقع يوم 20 فبراير في الحسيمة.