أجمع أعضاء المكتب المسير للرجاء البيضاوي على طي ملف ما يعرف بقضية السملالي وبلعوباد، والذي استأثر بحيز كبير من النقاش خلال الجمع العام الأخير، وظل موضوع متابعة من لجنة تقصي الحقائق التي عينها المنخرطون، لكون تقرير اللجة المحتوي على خمس صفحات «لا يضم في محتواه سوى عرضا لوقائع تبين من خلالها عدم وضوح أي فعل يستحق الإدانة»، حسب منطوق البلاغ الصادر عن المكتب المسير للرجاء في أعقاب الاجتماع الذي احتضنه مقر النادي بالوازيس واستمر إلى منتصف الليل. واختزل بلاغ الرجاء حيثيات القرار، في الحفاظ على المصلحة العليا للفريق وحفظ ماء الوجه لجميع أطراف النزاع، وأضاف البلاغ الذي توصلت «المساء» بنسخة منه بأن استقالة العضو نور الدين بلعوباد وقبولها من طرف بقية الأعضاء قد ساهمت في طي ملف النزاع. وكان رئيس الرجاء قد وجه دعوة عاجلة لأعضاء مكتبه المسير من أجل إطلاعهم على التقرير الذي أعدته لجنة تقصي الحقائق، المنبثقة عن الجمع العام الأخير، وبالنظر للجدل الذي خلفه هذا الملف في الأوساط الرجاوية، فإن الاجتماع قد شهد حضور جميع الأعضاء، بينما فضل أعضاء اللجنة عدم الحضور والاكتفاء بتسليم التقرير للرئيس. وكشف التقرير عن مختلف مراحل اشتغال اللجنة التي كانت مكونة من أوزال وعمور وحنات وأنيس، حيث اعتمدت على التقرير الذي أنجزه زكريا السملالي الكاتب العام للفريق، والمعزز ببعض المقالات الصحفية وشهادات مجموعة من اللاعبين والمؤطرين، كما تم الاستناد لدفوعات الرئيس السابق للجنة الطبية نور الدين بلعوباد التي عززها بدوره بشهادات وحوارات سابقة لمجموعة من اللاعبين. وأوضح التقرير مضامين الشهادات التي أدلى بها كل من عبد اللطيف جريندو عميد الفريق والذي أكد من خلالها توصله بمقترح من بلعوباد بالانتقال إلى المغرب الفاسي، وياسين الرمش حول توجيهه نحو طبيب آخر، والسلامي الذي أبرز الخلاف القائم بين رئيس اللجنة الطبية والمدرب السابق إيف شاي، والمعالج الطبيعي ميري الذي أكد مشاكله مع نور الدين، ونبيل مسلوب. كل هذه الشهادات لم تكن كافية حسب رئيس الفريق لإدانة بلعوباد، خاصة وأنها جاءت من أشخاص سبق لرئيس اللجنة الطبية أن اشتكاهم لغلام، وهو ما دفع اللجنة إلى توسيع نطاق الاستماع بغية الوصول إلى الحقيقة، وجاء في التقرير أن اللاعبين حميد ناطر وسفيان العلودي قد رفضا دعوة اللجنة، وطالبا بإعفائهما من المساءلة، كما أوضح التقرير إسهامات بلعوباد المالية لدعم الجانب الطبي داخل النادي. وبعد قراءة التقرير اقترح غلام على الأعضاء اتخاذ القرار الملائم، مؤكدا بأن بلعوباد قد فاتحه في موضوع الاستقالة، وعلى الفور تم الاتصال بالرئيس السابق للجنة الذي حل بمركب الرجاء في منتصف الليل وهو يتأبط استقالته من المكتب المسير للفريق، والتي عرضت على المجتمعين فتم قبولها وإنهاء الجدل الطويل. ومباشرة بعد تقديم مقترح الاستقالة والاتصال الهاتفي ببلعوباد، من أجل دعوته للحضور إلى مقر النادي، اعترض سعيد حسبان على المقترح، معتبرا «طريقة سل الشعرة من العجين غير ديموقراطية»، وانسحب من قاعة الاجتماع قبل وصول نور الدين. وقال بلعوباد في تصريح ل«المساء» عقب استقالته إن تقرير اللجنة قد أنصفه، وأكد بأن الذين روجوا لوجود مؤامرة تستهدف الإطاحة بالفريق هم المتآمرون الحقيقيون على الفريق، مشيرا إلى صعوبة الاشتغال مع مسيرين لا يترددون في «وضع قشور الموز في طريقه»، بينما تعذر علينا الاتصال بزكريا السملالي الذي ظل هاتفه مغلقا طيلة صباح يوم الخميس. من جهة أخرى أكد بلاغ المكتب المسير بأن اجتماعا وشيكا سيعقد مع المنخرطين من أجل التواصل المستمر، دون تحديد زمن ومكان الاجتماع.