عبد المولى الزاوي بحضور القنصل العام لبلجيكا ومدير مديرية العمل الاجتماعي والثقافي في الإدارة العامة للسجون، أحيت جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة، مساء الثلاثاء الماضي، حفلا ساهرا في إصلاحية سجن «عكاشة» في الدارالبيضاء، أحياه نجوم مغاربة من الداخل والخارج، جاؤوا لمشاركة النزلاء الأحداث فرحة نهاية السنة الدراسية، التي كانت نتائجها لهذا العام جد إيجابية، وفق تصريحات مدير الإصلاحية نفسها. وقد جاء لقاء الفرح هذا ثمرة للجهود المشترَكة بين جمعيات المجتمع المدني والإدارة العامة للسجون، مضافا إلى ذلك الجهود الخاصة لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، كما قال مصطفى حلمي، مدير مديرية العمل الاجتماعي والثقافي في الإدارة العامة للسجون، مؤكدا ل«المساء» أن إعادة إدماج السجين في النسيج الاجتماعي تظل هدفا أسمى تعمل الإدارة المختصة على تحقيقه بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، إذ تتم، في الغالب الأعم، الموافقة على كل الطلبات المقدَّمة في هذا الصدد، بعد دراسة وتقييم الأنشطة المسطَّرة في برامج اللقاءات المقترَحة للبحث في مدى عودتها بالنفع على السجين. في الموضوع ذاته، يرى حلمي أن الأنشطة الترفيهية والتثقيفية الهادفة إلى إعادة إدماج السجناء تكاد لا تتوقف وذكّر، بالمناسبة، ببطولة كرة القدم للسجناء التي انتهت لتوها، منوها بالزيارة التي قام بها، في الفترة الأخيرة، مجموعة من نجوم الرياضة والفن لأحد سجون المملكة وشاركوا خلالها السجناء فرحة العيد في يومه، وهو ما كان له الأثر البالغ على الجميع في داخل السجن وخارجه. وعن صيرورة هذه الأنشطة ومدى فعاليتها، أكد مصطفى حلمي أن شهر رمضان المقبل سيكون حافلا باللقاءات المثمرة ذات الميزة المتماشية مع فضائل الشهر الكريم، وقد سُطرت لهذا الغرض مسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، مشيرا إلى الرسالة الفضيلة والأثر الطيب لأنشطة من هذا النوع في فك العزلة عن السجين، وبالتالي تيسير اندماجه في المجتمع غداة الإفراج عنه. أما أسية الوديع، عضو مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، فقد نوهت بالجمعية الساهرة على الحفل ورأت في ذلك دعما وتشجيعا للعاملين في حقل إدماج السجناء في الحياة الطبيعية، ويشمل هذا الإدارة العامة للسجون ومؤسسة محمد السادس، التي بنت العديد من المدارس ومعاهد التكوين في مختلف سجون المملكة. ولم يفُتِ الوديعَ التنويهُ بما أسمته روح المبادرة لدى القسم الاجتماعي لعمالة مقاطعات عين السبع -الحي المحمدي، مذكّرة بالمواكبة التي خصتها هذه العمالة لحوالي 30 سجينا من المنتسبين إلى ترابها، وهو ما أجّج، على حد قولها، روح المنافسة الشريفة بين مختلف عمالات المملكة، التي باتت تسعى إلى السير على نفس المنوال. وحول الموضوع ذاته، أفادت خديجة النادي، رئيسة القسم الاجتماعي في عمالة عين السبع، أن مواكبة العمالة للسجناء السابقين تمت من خلال توزيع حوالي 15 دراجة نارية ثلاثية العجلات لنقل البضائع وممارسة التجارة، في إطار مشروع محاربة الهشاشة والتهميش، وهي مبادرة تقول النادي، لقيت استحسان الجميع. أما مدير إصلاحية «عكاشة»، التي ابتدأ العملُ فيها في 1999 وتضم أكثر من 900 نزيل، فقد اعتبر أن ميزة إصلاحية الدارالبيضاء تكمن في التسجيل التلقائي لكل نزيل في البرنامج التربوي للمؤسسة، وهو ما يعود بالنفع العميم على الجميع، وفق قوله، دليله في ذلك حصول طالب جامعي على الإجازة في علوم الاقتصاد والتسيير بميزة «مستحسن»، ناهيك عن شواهد الباكلوريا وغيرها.