يجري حاليا التحقيق في قضية تتعلق بتفكيك شبكة لترويج المخدرات داخل سجن عكاشة بالدار البيضاء، وهي الشبكة التي تم تفكيكها، الأسبوع الماضي، فيما توقعت بعض المصادر أن تطيح هذه القضية بأسماء وازنة سهلت مأمورية الشبكة. وتفجرت هذه القضية أثناء عملية تفتيش حقيبة يدوية كانت بحوزة أحد السجناء بالمؤسسة السجنية عكاشة أسفرت عن حجز أزيد من كيلوغرامين من مخدر الشيرا، حيث إن الشبكة المعنية تقوم بترويج المخدرات بالسجون المغربية بنشاط يومي يصل إلى خمسة كيلوغرامات يتم توزيعها بواسطة بعض السجناء. وكشفت التحقيقات التي مازالت جارية والتي باشرتها المندوبية السامية لإدارة السجون، منذ أسبوع، تواطؤ بعض موظفي فرق الحراسة الليلية الذين كانوا يشتغلون ك«حمالة»، حيث يوردون لزعيم الشبكة المذكور المخدرات إلى داخل السجن. كما كشفت التحقيقات نفسها المسؤولية التقصيرية لمسؤولين آخرين ينتظر أن تطالهم المساءلة. ووردت على لسان السجين المذكور وهو محكوم بالمؤبد عدة أسماء، كان قد نقل إلى سجن عكاشة من السجن المركزي بالقنيطرة بذريعة موهبته الفنية والثقافية، والتي خولت له صلاحيات واسعة بدءا بتمكينه من غرفة خاصة بالطابق العلوي بالجناح (1) تظل مفتوحة على مدار 24 ساعة وتتوفر على كل وسائل الراحة، كالتلفاز واللاقط الهوائي والهواتف المحمولة وجهاز كمبيوتر وأجهزة إلكترونية أخرى.. مما سهل عليه أمر الترويج والتحرك بكل حرية، بالإضافة إلى أنها لم تكن تخضع للتفتيش الدوري أو الفجائي، كما أنه كان يمارس نشاطا فنيا اتخذه مطية للترويج بكل سهولة وله العديد من هذه الأعمال الفنية. وفي انتظار الكشف عن لائحة تضم أسماء الموظفين، خاصة العاملين في الحراسة الليلية، أكدت مصادر «المساء» أن حالة من الهلع والخوف الشديدين تعم صفوف بعض الموظفين، الذين يحتمل أن ترد أسماؤهم على لسان السجين المعني، وبالتالي توقيفهم إذا ما ثبت تورطهم ضمن هذه الشبكة. وأكدت المصادر العليمة أن السجين الموقوف الملقب ب«أمير السجناء» وضع بزنزانة انفرادية «الكاشو» حيث يجري التحقيق معه حول الجهة أو الجهات التي تلعب دور الوسيط وتقوم بتزويده يوميا بكمية مخدرات أكدت المصادر نفسها أنها تصل إلى خمسة كيلوغرامات يوميا يجري ترويجها في اليوم نفسه على أزلام «أمير السجناء» من التجار الصغار بالمؤسسة بقاعة بيداغوجية يفترض أن تكون مخصصة للتثقيف والترفيه وتنمية الكفاءات عوض اتخاذها مكانا آمنا لترويج المخدرات بل وتخزينها، حسب المصادر نفسها. وأضافت المصادر نفسها أن السجين يجني يوميا من نشاطه المذكور 50 ألف درهم محصلة عن بيع خمسة كيلوغرامات يومية من مخدر الشيرا، بمعدل ربح ألف درهم عن كل صفيحة تزن 100غرام وهي المبالغ التي يتم إخراجها إلى خارج السجن. السجين، حسب المصادر نفسها، يعتبر خزانا للمعلومات حيث من شأن تصريحاته، سواء للجنة التفتيش التابعة للمندوبية أو لعناصر الشرطة القضائية المكلفة بالتحقيق، أن تطيح بالعديد من الأسماء خاصة أن اسمه كان يتردد على لسان مجموعة من السجناء الذين يتم ضبط كميات من المخدرات بحوزتهم.