طالب الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، المكون من 17 جمعية وطنية ودولية، بفتح تحقيق حول ما أسماه تهديدات بالقتل والاغتصاب، تتعرض لها مؤخرا وداد الملحاف، عضو في حركة شباب 20 فبراير. وقالت وداد، في اتصال مع «المساء» إنها تلقت قبل ثلاثة أيام ستة اتصالات ليلية متتالية من مصدر مجهول، هددها بالاغتصاب والقتل، وكشف خلالها عن معلومات شخصية تهم وداد ووالدتها التي تقطن في القنيطرة، «والتي أتابع حالتها الصحية عبر الهاتف، والمعلومات التي سردها المصدر المجهول، لا يمكن أن يعرفها إلا عبر التنصت» تقول وداد، مضيفة أن والدتها تواجه مضايقات، من حين لآخر، من طرف بعض أعوان السلطة. وتلقت وداد، التي تدرس في السنة الثالثة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، تهديدات منذ ما يزيد عن شهر، عبر الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، لم تأخذها على محمل الجد إلا حين بدأت الجهات المهددة بكشف معلومات شخصية تخصها على الموقع، إن هي استمرت في الحركة، على حد قولها. هذا الأمر دفع وداد الملحاف إلى إبلاغ كل من المرصد المغربي للحريات العامة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالرسائل التي توصلت بها عبر ال«فيس بوك»، والاتصالات الهاتفية مجهولة المصدر. وأوضحت وداد أنها لا تشكل استثناء، بحيث سبق وتعرضت مجموعة من شابات الحركة في الرباط وأكادير إلى تهديدات مماثلة، لكنهن رفضن الحديث في الأمر. وارتباطا بالموضوع، قالت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وواحدة من الجمعيات المنضوية في الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، إن الجمعية وحدها توصلت بخمس حالات عاشت تهديدات مماثلة. وترى الرياضي أن الدولة تتحمل كامل المسؤولية في حماية هؤلاء وضمان سلامتهم البدنية والنفسية، بحكم القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن لهم ذلك، كونهم مدافعين عن حقوق الإنسان، على حد قولها. وحسب الرسالة الموجهة إلى الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، والشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، فإن عددا من الناشطين في حركة شباب 20 فبراير يتعرضون لأنواع من المضايقات والترصد، منذ انطلاق المسيرات والتظاهرات التي تدعو إليها الحركة، وأن هذه التهديدات بلغت في الآونة الأخيرة مستوى آخر، بالتهديد المتكرر عبر الهاتف بالقتل والاغتصاب. واحتج الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، في الرسالة ذاتها، التي تملك «المساء» نسخة منها، على استمرار نهج أسلوب التهديد والتخويف والترهيب في حق أعضاء الحركة، وعدد من المدافعين عن حقوق الإنسان. كما طالب بفتح تحقيق في التهديدات التي عاشتها وداد الملحاف ووالدتها، ومتابعة مرتكبيها قضائيا.