حسني عبيدي (عن جريدة ليبيراسيون الفرنسية) بدون مفاجأة، صوت المغاربة، في غياب الأفضل، لفائدة الدستور الممنوح لهم. إنهم عطشى للتغيير. حتمية ستقود إلى أكثر من الوعود الجميلة. التغيير هو كذلك الالتفاتات الصغيرة الملموسة تجاه شعب يحب ملكه محمد السادس. وإليه أتوجه، بصفتي صديقا للمغرب: «صاحب الجلالة، لقد تجرأتم وقدمتم دستورا طموحا. تجرؤوا، أيضا، وتدخلوا من أجل إنصاف رشيد نيني. لم يسبق لي أن التقيت رشيد ولم أكن أتفق دائما مع ما يكتبه. غير أن حياته في خطر وأحس بأنني مذنب لأنني لم أقل شيئا عن قضيته في آخر محاضرة لي في مدينة الدارالبيضاء. هذا صمت لا يغتفر. اقتناء جريدة «المساء» هو أول ما أقوم به في كل مرة تطأ فيها أقدامي أرض المغرب، ثم أقرأ عموده اليومي، في الصفحة الأخيرة تحت عنوان: «شوف تشوف». لغته اللاذعة جعلت يوميته العربية الجريدة الأكثر مقروئية والأكثر مبيعا في المغرب (113.400 نسخة يوميا). الجريدة المستقلة «المساء» توظف بمهارة الشعبوية الحية، رافعة شعار: «الرأي الحر والخبر اليقين». أكيد أن رشيد ينتقي أهدافه، ولكن جريدته لا تستثني أحدا: بارونات المخدرات وشركاءهم، القضاء السائر بسرعتين، المضاربين وكل العمليات التي تتم في الخفاء تحت الطاولات... اليوم، قراء «المساء» حزينون. رشيد نيني لا يمكنه أن يكتب. أدين بسنة حبسا نافذا إثر محاكمة قذرة. نعم، قلمه يزعج. رشيد نيني يفضح بارونات العقار، المتوحشين، الذين يخنقون المدن، أولئك الذين ينهبون أراضي الفلاحين الفقراء ويبنون فوقها عمارات باهظة الثمن تباع لأشخاص، مطوقة أعناقهم بالديون مدى الحياة. يفضح الشركات الأجنبية، مثل «فيوليا».. تسهم، باسم ازدهار افتراضي، في هشاشة النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. يفضح أولئك الذين يحومون حول المخزن ثم يتحولون إلى رجال أعمال عديمي الضمير. أجريمة أن يقول الحقيقة لقرائه، ولو بشكل مبالَغ فيه؟... ليست هذه المرة الوحيدة التي يتعرض فيها رشيد نيني لمثل هذا. فقد تعرض لاعتداء عنيف في واضحة النهار أمام بوابة محطة للقطار، وبشكل مثير للفضول، لم يكشف عن أي جديد في هذه القضية. في يونيو الماضي، تعرض مستشاره الخاص، عبد الله الحتاش، لاعتداء عنيف من قِبَل ثلاثة مجهولين، وهو الآن بين الحياة والموت. صحافي آخر اسمه عزيز العطاتري، صحافي شاب، حديث التخرج من جامعته، مؤمن بمهنته الجميلة، التحق بجريدة رشيد. ينجز تحقيقات خلطت حسابات السلطات المحلية في مدينة مراكش. العقوبة: كان عزيز ضحية حادث سير حدث في ظروف غامضة. استهدفته سيارة حين كان يركب دراجة نارية قديمة مع رضيعه وزوجته الشابة. جلالتكم، امنحوا الحرية لقراء رشيد. الانتقال يحتاج إلى صحافة حرة تدعمه. صاحب الجلالة، تجرؤوا، فالشعب سيتبعكم»...