يبدو أن أئمة المساجد في المغرب عازمون على الاستمرار في الدفاع عما يعتبرونه مطالب اجتماعية مشروعة بكل الوسائل الممكنة، بعدما قام البعض منهم بإنشاء أكثر من صفحة إلكترونية، تروم التعريف بقضيتهم والدفاع عنها على الموقع الاجتماعي الشهير «فايس بوك». واعتبر هؤلاء أن تأسيس هذه الصفحات يعد نافذة إلكترونية «يطل» من خلالها القيمون الدينيون في المغرب ويطرحون مشاكلهم قصد إيجاد حلول لها، وإبداء الآراء من طرف كل أطياف المجتمع المدني، داعين المسؤولين إلى تحسين وضعية الأئمة وتأهيلهم لِما هو أفضل وإلى إعطائهم حرية أكبر في جميع المجالات الدينية. فمن «الحملة الوطنية للمطالبة بحقوق الإمام الخطيب والمؤذن» و«الحملة الوطنية للتضامن مع أئمة المملكة المغربية»، وصولا إلى «جمعية القيمين الدينين بالمغرب» و«التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق الإمام المؤذن والخطيب» و«معا من أجل راتب شهري يصون كرامة أئمة وفقهاء المساجد» وغيرها من الصفحات، يسعى الأئمة إلى إسماع صوتهم للجهات المعنية و«النضال» عبر الأنترنيت، انسجاما مع تطورات العصر، ولكون الأنترنت بات الوسيلة الأسرع والأنجع في الوصول إلى الرأي العام الوطني. وتعرف هذه المؤسسات مشاكل مادية واجتماعية تتمثل، بالأساس، في ضعف الأجور التي يتقاضاها القيمون الدينيون من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي تتراوح بين 750 و1120 درهما شهريا، إلى جانب تسيير هذه الفئة من المجتمع المغربي بطريقة يرونها أشبه بسياسة السيد والعبيد، منددين بالاستفزازات التي يتعرضون لها من طرف بعض المسؤولين والتهديدات بالإعفاء من مهامهم في حال عدم الامتثال للأوامر. وطالب الأئمة، من خلال صفحة «الحملة الوطنية للمطالبة بحقوق الإمام الخطيب والمؤذن»، بحقهم في التجمع في جمعيات للدفاع عن حقوقهم وبتقنين مجالهم بشكل يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم كباقي المواطنين المغاربة.