اعتقلت السلطات السعودية خمس فتيات أثناء قيادتهن السيارات في منطقة درة العروس، شمالي جدة، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي، كما أفادت أخبار باعتقال فتاة أخرى كانت تقود سيارة برفقة شقيقها في حي السليمانية، جنوبي جدة، حيث قام مواطن سعودي بإبلاغ دوريات الأمن عنهما، وتم القبض عليهما ونقلهما إلى مركز شرطة الجامعة. وتعد هذه هي حملة الاعتقالات الأولى التي تقوم بها السلطات السعودية بعد إطلاق حملة «سأقود سيارتي بنفسي». وفي هذا السياق، قالت إيمان النفجان، الناشطة في مجال حقوق المرأة: «إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الشرطة الدينية في السعودية، اعتقلت أربع فتيات خلال قيادتهن سيارتهن في منتجع درة العروس، شمالي جدة، وهو منتجع خاص لا يدخله سوى المشتركين فقط.». وأضافت: «هذه هي حملة الاعتقالات الأولى منذ بدء حملة «سأقود سياراتي بنفسي» والتي تحض السلطات على السماح للمرأة بقيادة السيارة في المجتمع السعودي، لكن حتى الآن لم تعلن الفتيات عن هوياتهن، ولا نعلم إن كن محتجزات أم لا، لكن مصادر مقربة من الفتيات أعلنت إطلاق سراحهن، على أن يخضعن للمحاكمة في وقت لاحق». وأكدت النفجان أن كثيرا من المدونات الإلكترونية المعادية للحركة أصدرت بيانات كاذبة نقلا عن ديوان الحاكم، تفيد بإصدار مرسوم ملكي يقضي بمعاقبة الفتاة التي يتم القبض عليها أثناء قيادتها السيارة بالسجن لخمسة أعوام لها ولولي أمرها من الرجال، لكن هذه الأخبار تم تكذيبها. وأردفت: «أعتقد أن هذه الأخبار وغيرها تهدف إلى إدخال الخوف في نفوس السعوديات لتغيير موقفهن، لكننا لن نتراجع ولن نستسلم مهما كانت الضغوطات». يذكر أن وتيرة الجدل ارتفعت في الشارع السعودي أخيرا حول قضية قيادة المرأة للسيارة، خاصة بعد حملة «سأقود سيارتي بنفسي،» في تحد لحظر قيادة النساء، لقي دعما من مختلف فئات المجتمع. وأكد عدد من رجال الدين والقانون والعاملين في الحقل الفقهي الإسلامي عدم وجود نص في القرآن أو السنة النبوية يحرم قيادة المرأة، لكنهم أرجعوا حظر السعودية لقيادة المرأة للسيارة إلى أسباب اجتماعية متعلقة «بالمصالح والمفاسد المترتبة عن قيادة النساء لها»، على حد قولهم. وترى سعوديات، شاركن في الحملة، أن المرأة السعودية خرجت للتعليم و«حصلت على أعلى الدرجات العلمية»، وأن قيادة السيارات هي «نقطة بداية لقائمة من المطالب». وحول الأسباب وراء حظر قيادة المرأة، قالت الخالدي: «أعتقد أن السبب اجتماعي، وله علاقة بحرص أولياء الأمور في العصور الماضية على المرأة والخوف من تعرضها للمخاطر، لذا حرصنا على القيام بتجربة عملية تثبت قدرتنا على النزول إلى الشارع وقيادة السيارات في أمان، لأن المجتمع تغير وتطور وعلينا مواكبته». ولا تزال الحملة قائمة، والسعوديات يخضن تجربة قيادة السيارات يوميا في بعض شوارع المملكة على أمل أن يحصلن على حقهن المطبق في العالم. ومن جهتها، دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن «دبلوماسيتها الهادئة» بخصوص النساء السعوديات الساعيات إلى الحصول على حق قيادة السيارات في بلدهن، وقالت إنه شأن سعودي بشكل رئيسي وليس أمريكيا. وأضافت الوزيرة الأمريكية في مؤتمر صحفي في واشنطن: «هذا الأمر يتعلق بالمرأة السعودية نفسها.. إنها تتصرف بالنيابة عن نفسها ومن أجل حقها».