لم تتمكن السلطات المحلية بتيزنيت وسيدي إفني من إقناع عدد كبير من مواطني المدينتين بالتوجه نحو المكاتب المخصصة لسحب البطائق الانتخابية، الخاصة بالمشاركة في الاقتراع الجزئي المقرر في التاسع عشر من شتنبر الجاري، وهو ما اضطر المقدمين والشيوخ إلى تنظيم حملة يومية بمختلف الأزقة والأحياء لتوزيع البطائق على الناخبين المحليين، تفاديا لتكدسها في المكاتب المخصصة للتوزيع. وفي هذا الإطار، أرجع عدد من المتتبعين المحليين والإقليميين أسباب ضعف الإقبال إلى تزامن موعد الاستحقاقات الحالية مع متطلبات الدخول المدرسي، ومصاريف شهر رمضان الأبرك، إضافة إلى غلاء المعيشة وضعف الثقة في الأدوار التي تقوم بها المؤسسات المنتخبة محليا وإقليميا، بالنظر إلى شراسة التدخلات اليومية لسلطات الوصاية المستحوذة على أغلب الصلاحيات المخصصة لمجلس البلديات والأقاليم، وأضاف المتحدثون، في لقاء مع «المساء»، أن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه مدينة سيدي إفني ساهم في عزوف العديد من المواطنين على سحب البطائق الانتخابية، وأدى إلى ضعف نسبة المشاركة في الاستحقاقات الماضية. وحسب الإفادات الميدانية التي استقيناها يوم أمس بمدينة سيدي إفني، فإن موضوع إطلاق سراح المعتقلين مازال مسيطرا على الأجواء بالمدينة، وهو ما سيساهم في بلورة فكرة المقاطعة لدى العديد من الشباب الغاضبين من استمرار اعتقال زملائهم دون محاكمة، ومواصلة السلطات المحلية لحملة الاعتقالات في صفوف المطلوبين لديها، رغم أجواء التهدئة التي أجمع معظم البعمرانيين على أنها غير قابلة للتأجيل. وفي هذا السياق، أوضح المنتصرون لخيار المقاطعة أن «التهميش الذي طال المدينة غير مقبول على الإطلاق، وعلى الدولة أن تستوعب الدرس وتدرك فداحة الأخطاء المرتكبة بالمدينة غداة السبت الأسود وما بعده، والمقاطعة سلاح ورسالة في نفس الوقت إلى كافة المتورطين في الإهانة الجماعية لساكنة آيت باعمران، وإشارة مليئة بالدلالات التي وجب الالتفات إليها قبل فوات الأوان، ونحن متخوفون من النفخ في نسب المشاركة والتلاعب في النتائج التي لسنا معنيين بها على الإطلاق». أما المنتصرون لخيار المشاركة فأكدوا، في حوارات متفرقة معهم، أن فئات عريضة من البعمرانيين مقتنعة بالمشاركة القوية في الحملة الانتخابية التي ستنطلق رسميا يوم السبت المقبل، لأن «مقاطعة الحملة وعدم التصويت ليسا في مصلحتنا على الإطلاق، وسيؤدي إلى حسم النتيجة لصالح أشخاص غير مرغوب فيهم بالمنطقة، كما سيؤدي إلى استمرار معاناة الساكنة المحلية»، مضيفين أن «البعمرانيين واعون أكثر من أي وقت مضى بأهمية الاستحقاق الحالي، ولا يريدون تفويت الفرصة، وسيصوتون رغم الآلام التي لا تزال عالقة في حلوقهم على المرشح الأنسب للدفاع عنهم... ولا شك أن تعاطي الهيئات السياسية مع الأحداث الأخيرة بالمدينة سيشكل منعطفا حاسما في ترجيح كفة على أخرى».