قال بعض سكان دوار العرب بجماعة أيت عميرة إن صفقة أشغال مشروع الصرف الصحي، التي استنزفت أزيد من 320 مليون سنتيم، شابتها اختلالات مالية وخروقات تقنية خطيرة تتنافى والمشاريع النموذجية المنجزة في هذا الإطار. وأفاد هؤلاء بأن رئيس المجلس بادر إلى التسريع بوتيرة إنجاز هذا المشروع الفاشل قبيل الانتخابات الجماعية الأخيرة، حيث استغل الأمر كورقة ضغط لكسب مزيد من أصوات الناخبين. وأضاف سكان الدوار أن هذا المشروع تم إنجازه دون اعتماد أي دراسة تقنية في هذا الإطار، ذلك أن المشروع خرج إلى الوجود بتخطيط من قبل الرئيس وموظف تقني تابع للجماعة، وهو الأمر الذي أدى، مباشرة بعد الانتهاء من الأشغال، إلى ظهور مشاكل استفحلت مع سقوط أول زخات مطرية أظهرت بجلاء هشاشة البنية التحتية وعيوب المشروع، الذي استخدمت فيه أنابيب بلاستيكية ضيقة، كما أن المشروع خصص في الأصل لتلبية حاجيات 300 أسرة فقط، في حين أن الكثافة السكانية تزيد عن 1200 أسرة بالدوار المذكور. إلى ذلك، قال المتضررون إنهم، عوض الاستفادة من خدمات الصرف الصحي، بات شغلهم الشاغل هو البحث عن شاحنات صهريجية لإفراغ حمولة المطامير من المياه المستعملة، حيث يستفيد من هاته الصهاريج المقربون من مسؤولي المجلس الجماعي، في وقت يتم حرمان آخرين ممن يعارضون توجهات المجلس. وقد أكد هؤلاء أن سكان دوار العرب باتوا يعيشون تحت رحمة الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، وهو ما تسبب في مجموعة من الأمراض الجلدية والحساسية، خصوصا في فئة الأطفال. وذكر هؤلاء أنه سبق لفريق المعارضة بالمجلس الجماعي أن عارض بقوة إحداث مشروع الصرف الصحي بالدوار المذكور، في غياب الاعتمادات المالية الضرورية للقيام بدراسة تقنية نموذجية، مع تخصيص هذا الغلاف المالي لمشاريع أخرى تنموية، غير أن الرئيس تشبث برأيه في إنجاز هذا المشروع الفاشل لاعتبارات انتخابوية ضيقة، وهو ما اعتبره فريق المعارضة، آنذاك، هدرا للمال العام.