أقدمت السلطات الأمنية بسيدي إفني، زوال الجمعة المنصرم، على اعتقال زكرياء الريفي من منزله الكائن بحي الفتح بالودادية، حيث اتجهت مجموعة من سيارات القوات المختلفة وحاصرت المنزل الذي يقطنه واعتقلته، دون مقاومة منه ودون حدوث مواجهات بين القوات وعدد من السكان المتجمهرين الذين حضروا الواقعة. وأفادت مصادر من عين المكان بأن والدة المعتقل الجديد «استقبلت الحدث بالزغاريد، وودعت ابنها بثقة كبيرة دون أن تظهر عليها أية علامة للتأثر». وكان الريفي عضوا بالفرع المحلي لجمعية أطاك المغرب، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، كما كان عضوا بلجنة الحوار التي شكلت، قبيل أحداث السبت الأسود بساعات قليلة، من أجل فتح قناة للحوار مع السلطات الحكومية بالرباط، قبل أن ترفض هذه الأخيرة بدعوى عدم قبولها إجراء أي حوار تحت الضغط، وقبل رفع الحصار عن الميناء. وبخصوص التوقيت المختار للاعتقال أكد مصدر من السكرتارية المحلية إفني آيت باعمران أن «السلطات المحلية والأمنية وضعت لائحة للمطلوبين بعد دراسة الأقراص المدمجة التي حصلت عليها بشكل مباشر أو عن طريق الأنترنت، بعد أن استعانت بخدمات مباشرة لعدد من أعوان السلطة من المقدمين والشيوخ الذين قدموا تدقيقات بشأن هويات وعناوين المطلوبين»، وأضاف المصدر أن «الاعتقال الجديد يعقد الوضع الميداني بالمنطقة، ويسير عكس تيار التهدئة والمصالحة التي بدأتها المؤسسات الرسمية والمنتخبة وعدد من الفعاليات المحلية، كما يصب في خانة تصعيد الأجواء من جديد، ونحن نحمل هذه الأجهزة مسؤولية فشل مبادرات الحوار الجديدة باستمرار مثل هذه السلوكات التصعيدية غير المقبولة». من جهة أخرى، نظم عشرات من المحتجين بجماعة تيوغزة، بينهم 40 امرأة، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة تزامنا مع زيارة وفد عامل الإقليم الهادفة إلى تهدئة الأجواء والمساهمة في وضع مخطط تنموي يستجيب لطموحات الساكنة الباعمرانية، وذلك بعد منع مجموعة من الفعاليات المحلية من ولوج القاعة بدعوى عدم توفرها على دعوة للحضور. ورفع المحتجون شعارات مناوئة لاستمرار التعاطي الأمني مع القضايا التنموية بالمنطقة، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين ورفع الحيف والتهميش عن المنطقة، كما طالبوا بحل أزمة الماء التي استفحلت بدواوير ومداشر آيت باعمران بشكل غير مسبوق. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الاحتجاج أسفر عن عقد لقاء بين المحتجين وعامل الإقليم، بعد تشكيل لجنة للحوار مكونة من 10 أشخاص بينهم 5 نساء، وطالبوا في حديثهم المباشر مع المسؤول الإقليمي بضرورة الالتفات للأزمات اليومية التي تعاني الساكنة منها كأزمة العطش، والمواد الاستهلاكية المدعمة، كما تطرقوا إلى بطائق الناخبين، وأزمة التطبيب بالمنطقة. إلى ذلك، قال محمد عصام (ابن عم محمد عصام المعتقل على ذمة الأحداث)، رئيس جمعية تكيزولت للإرشاد الثقافي البعمراني، إن «الحديث عن مخطط تنموي شامل للمنطقة تتكفل به المجالس المنتخبة شبه المجمدة، دليل قاطع على عدم صدقية نوايا الدولة في حل المشاكل الحقيقية للسكان»، مضيفا، في تصريح كتابي ل«المساء»، أنه «يخشى أن تكون هذه اللقاءات مجرد لقاءات صورية هدفها امتصاص غضب الساكنة، وتلطيف الأجواء حتى تكون مناسبة لإجراء الانتخابات الجزئية المقبلة»، والحل، في نظره، يبدأ بالإفراج عن المعتقلين. يذكر أن اللقاء المنظم بجماعة تيوغزة، ضم، إلى جانب عامل إقليمتيزنيت، عددا من برلمانيي المنطقة والمنتخبين والأعيان وفعاليات المجتمع المدني بكل من إفني ومستي وتيوغزة، كما حضره منتخبون من ثلاث جماعات قروية، وهي مير اللفت وتيوغزة وآيت عبد الله.