ظهر، أخيرا، المغضوب عليه من قبل عامة الشعب المغربي، عادل تاعرابت، بعد قرار مفاجئ قرر فيه مغادرة معسكر المنتخب الوطني قبل 48 ساعة من المواجهة التي جمعت المنتخب الوطني ضد المنتخب الجزائري، فبعدما شرح أسباب تهوره مباشرة بعد مغادرته معسكر الأسود على أثير راديو مارس، جاء الدور هذه المرة على الوسيلة السمعية البصرية، عبر قناة ميدي آن تي في، وتحديدا في برنامج «الماتش» الرياضي الذي يعده الزميل الصحافي جلال بوزرارة، ليعتذر فيه للشعب المغربي ويشرح الأسباب التي دفعته إلى «الانفجار» وارتكاب حماقة مغادرة معسكر المنتخب الوطني في وقت كان الجميع في حاجة إلى الجماعة وإلى اليد الواحدة. وطيلة مدة البرنامج ظل تاعرابت وفيا لكلمات: «اعتذر» و«صغير السن» ومن «الأخطاء يتعلم الإنسان» بل إن صورة تاعرابت في البرنامج أظهرت وطنية عالية لدى اللاعب بالرغم من أن تصرفه قليلا ما عرفه أنصار أسود الأطلس في استعدادات أو مباريات المنتخب الوطني، فالصورة الغالبة، هي اعتذار لاعب ما عن المشاركة بحجة إصابة، أو تقديم شهادة طبية تعفيه من المباراة. وسرد تاعرابت في حديثه أمورا عدة دفعته بدون شعور إلى ارتكاب هذه الحماقة، وهي أمور لا تخرج عما نشرته «المساء» في عددها الصادر في 4-5 يونيو الماضي. وجاءت كالتالي: أول الحاضرين وأول المغادرين أكد تاعرابت في كلامه لبرنامج الماتش، أنه كان أول من التحق بمعسكر المنتخب الوطني، مشيرا إلى أنه قدم إلى المغرب في الثامن عشر من شهر ماي الماضي مباشرة بعد نهاية الدوري الإنجليزي في الدرجة الأولى وتحقيق الصعود مع فريقه كوين بارك رانجرز، مشيرا إلى أنه لم يستفد من العطلة، وقرر المجيء إلى المغرب والدخول في حصص إعدادية فردية بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم بالرباط، تحت إشراف المعد البدني ديديي فارودجيا والمدرب المساعد دومنيك كوبرلي. ثم المرحلة الثانية من الاستعدادات التي كان فيها من المحترفين القلائل إلى جانب لاعبي من البطولة الوطنية، قبل أن تحل المرحلة الثالثة من الاستعدادات التي حضرها الجميع، ليفاجأ عبر تصريحه في الأيام الأخيرة من الاستعدادات بعدم الاعتماد عليه، وهو ما دفعه إلى الرحيل، ليكون بذلك أول الملتحقين وأول المغادرين. وقرر تاعرابت عدم الاستفادة من عطلته الصيفية وفضل الاستجابة لنداء المنتخب الوطني، وكشف تاعربات في برنامج الماتش عن كونه عانى موسما استثنائيا، فبالرغم من نجاحاته مع كوين بارك رانجرز في عامه الأول الرسمي مع الفريق (تحقيق الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وتتويجه هدافا للفريق، اختياره كأحسن لاعب في الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى) عانى مشاكل كثيرة، أبرزها البعد عن العائلة، ووفاة أعز الناس في عائلته، مقتل ابن عمه في مارسيليا، ووفاة جدته. ورغم كل هذا أكد تاعرابت أنه رغب في المجيء وحمل قميص المنتخب الوطني ليلعب مباراة الجزائر. قررت الرحيل تفاديا للفتنة داخل المنتخب أكد تاعرابت أنه قرر الرحيل عن المنتخب الوطني حتى لا يحدث فتنة داخل المنتخب الوطني، فحسب رأيه، فإن استمراره في المنتخب الوطني في اليومين الأخيرين اللذين سبقا المواجهة كان سيتسبب في شجار أو قيامه بشيء غير مقبول في حق أحد زملائه، مشيرا إلى أنه كان في حالة غير طبيعية بعدما أحس بعدم الاعتماد عليه في مباراة الرابع من شهر يونيو الماضي، وفي حال استمر يوما آخر في معسكر المنتخب الوطني كان سيحدث ما لا تحمد عقباه، حسب رأي تاعرابت. دعوت العائلة لمتابعتي ورغبت في محو صورة مباراة الذهاب أوضح هداف كوين بارك رانجرز الإنجليزي أنه دعا عائلته والعديد من الأصدقاء لحضور المباراة، كما أنه كان ينوي بشكل كبير محو صورة مباراة الذهاب، إذ اعترف في تصريحه بأن أداءه كان باهتا في مباراة عنابة ولم يقدم أي شيء، لذا كان استعداده كبيرا لكي يكون أساسيا في مباراة مراكش، حتى تفتخر عائلته بأدائه، وحتى يعيد هيبته أمام الجماهير المغربية التي كانت تنتظر منه الشيء الكثير في مباراة عنابة، مشيرا إلى أنه كان يعي كل الوعي أن مباراة مراكش فرصة للتصالح مع الجماهير المغربية بالثأر من المنتخب الجزائري الذي هزم المنتخب الوطني في مباراة الذهاب. لم يعلم أحد بمكاني بعد المغادرة ولم ينصحني أي شخص ب«الانقلاب» كشف صاحب المهارات الفنية والقنطرات الصغيرة في حديثه أنه لم يخبر أي شخص بمكانه بعد مغادرته المعسكر، مشيرا إلى أنه لم ينصحه أي أحد ب«الانقلاب» مؤكدا إلى أن القرار اتخذه بنفسه، موضحا بالقول: «الفندق الذي كنا نقيم فيه كان كبيرا، لم أجد أحدا بجانبي، لم أطلب النصيحة، قررت الرحيل بعدما اعتقدت أن رحيلي هو الأنسب، فحتى عائلتي لم تعلم بمكان تواجدي، إذ مباشرة بعد رحيلي لم يعلم أحد بمكاني، قررت أن أنعزل للحظات. تهديد جزائري يمنعني من المشاركة مجرد إشاعة نفى عادل تاعرابت ما أشاعته مواقع إلكترونية عديدة، تحدثت عن تعرضه لتهديدات بالقتل أو تصفية أحد أفراد عائلته في حال مشاركته في مباراة مراكش، موضحا أن كل ما أشيع مجرد قصص من وحي الخيال، بل بالأحرى الإشاعة، التي توغلت إلى حدود عائلته في مارسيليا، بعدما استفسرته شقيقته عبر الفايسبوك صباح يوم المباراة، حول صحة الأخبار التي تتحدث عن تهديده بالقتل من قبل جزائريين في حال المشاركة في مباراة ليلة السبت الماضي. الشماخ طلب مني العودة ووعدني بحل المشكل أكد تاعرابت أنه تلقى رسالة نصية قصيرة من زميله في المنتخب الوطني مروان الشماخ، كتب فيها «أين أنت يا عادل حاول أن تعود بسرعة سنحل المشكل» لكن تاعربات بدا وكأنه يحاول أن يفرغ مكبوتا ظل حبيس أنفاسه، لذا قرر عدم الاستجابة لنداء الشماخ وحزم حقائبه دون رجعة، ظانا أن قراره هو الصائب، وهو الذي سيبعد اللاعبين عن ضغط المباراة. كان من اللازم علي أخذ مشورة العميد خرجة أو التحدث مع المدرب اعترف عادل تاعرابت بحماقة قراره، مشيرا إلى أنه كان من اللازم عليه أخذ مشورة العميد حسين خرجة، الذي يملك التجربة الواسعة التي قد تفيده في مرحلة شك كهاته، مؤكدا أن اللاعبين الذين كانوا قريبين منه، ابتعد عنهم في وقت حرج كالذي أحاط به، فالشماخ وخرجة، حسب تاعرابت، تربطهم به علاقة قوية، وكان من الأنسب مصارحتهم في قرار كهذا، سيما أنه يهم مغادرة معسكر المنتخب الوطني قبل 48 ساعة من مواجهة حاسمة في مسار المنتخب الوطني التأهيلي إلى منافسات كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية لعام 2012 . كما أوضح تاعرابت أنه كان ملزما بمحادثة غيريتس قبل الإقدام على هذا التصرف. أقدم اعتذاري للجمهور المغربي وللطاقم التقني واللاعبين والجامعة قدم الدولي المغربي عادل تاعرابت اعتذاره للجمهور المغربي وللاعبين والطاقم التقني والإداري وللجميع، حيث لم يستثن أي أحد من الاعتذار، مشيرا إلى أن اعتذاره لا يعني أنه يتوسل للعودة إلى المنتخب الوطني، مشيرا إلى أن القرار النهائي يبقى في يد الجامعة وإيريك غيريتس اللذين سانداه منذ أول مباراة له مع المنتخب. مشيرا إلى أنه وطني ولا يمكن لأي أحد أن يجرده من مغربيته التي يعتز بها، موضحا أنه شاهد مباراة المنتخب الوطني عبر التلفزيون وتفاعل مع أطوار المباراة وفرح كثيرا بالفوز، خاصة أنه يعيش في مارسيليا، وهي مدينة تقطنها أغلبية جزائرية، مؤكدا أن فوز المغرب أفرح المغاربة وأحزن الجزائريين.