سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آباء وأولياء تلاميذ يطالبون بتغيير طريقة صرف منحة برنامج «تيسير » برنامج الدعم الاجتماعي للمتمدرسين و أسرهم من أجل تشجيع التمدرس و محاربة الهدر بين « التيسير» و«التعسير»
انطلقت خلال الأسبوع المنصرم عملية صرف المنح المالية التي أقرها برنامج «تيسير» وذلك بصرف منحة شهرين كدفعة أولية في انتظار الأسبوع الأخير من شهر يونيو الذي حدد لصرف منحة أربعة أشهر كدفعة ثانية والأسبوع الثاني من شهر يوليوز لصرف آخر دفعة لأربعة أشهر المتبقية من السنة الدراسية، لكن الملاحظ هو أن هذه العملية تتم بطريقة وصفها الآباء والأمهات «بالعسيرة» و«الشاقة» و«المكلفة» وذلك في تصريحات متطابقة ل«المساء»، وقال الآباء الذين التقيناهم أمام مراكز البريد إنهم عانوا الأمرين للحصول على هذه «الدريهمات»، إذ يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة وصرف مبالغ تتراوح بين 02 و 04 درهما من أجل بلوغ مراكز البريد للحصول على مبلغ 06 درهما للشهر الواحد عن كل تلميذ مسجل بالمستوى الأول أو الثاني ابتدائي و08 درهما عن كل تلميذ مسجل في المستوى الثالث أو الرابع و 001 درهم عن كل تلميذ مسجل في المستويين الخامس والسادس ، وقال الآباء إن هناك منهم من اضطر للتنقل مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع المنصرم والوقوف لساعات طويلة في طابور طويل لانتظار دوره في الحصول على تلك المنحة، كما أفاد عدد من الآباء والأمهات بأن هناك بعض أعوان البريد ببعض المراكز البريدية الذين يقتطعون مبالغ تتراوح بين 5 و02 درهما من تلك المنحة بدعوى دعم الصندوق؟، وقد عاينت «المساء» تكدس الآباء والأمهات أمام المركز الرئيسي للبريد بمدينة الجديدة و كذا نفس الحالة كانت أمام مركز البريد بقرية سيدي اسماعيل التي تبعد عن الجديدة بحوالي 54 كلم ونفس حالة الازدحام والتكدس أكدته مصادر «المساء» بباقي المناطق والجماعات المستفيدة من برنامج تيسير، وطالب الآباء عبر منبر «المساء» بضرورة إعادة النظر في طريقة صرف هذه الدراهم لكي لا ينقلب برنامج «تيسير» إلى برنامج « تعسير» على الآباء وأولياء التلاميذ وشدد الآباء والأمهات على ضرورة نقل هذه العملية إلى المدارس كي يتمكن الآباء من الحصول على هذه المنح في ظروف أسهل من التي يتلقونها فيها حاليا، وأكد عدد من الآباء أنهم لم يتمكنوا من التنقل إلى القرى والمراكز الحضرية للحصول على منحة «تيسير»، نظرا لانشغالاتهم وارتباطاتهم سيما في فترة الحصاد وجني المحاصيل، خاصة في العالم القروي. ويعد برنامج تيسير من بين المشاريع والمبادرات التي قامت بها وزارة التربية الوطنية في إطار الحركية التي عرفها قطاع التعليم المدرسي تماشيا مع تنزيل برامج المخطط الاستعجالي إذ أقرت الوزارة في إطار استراتيجية الدعم الاجتماعي للمتمدرسين وأسرهم بأن هناك برنامج تيسير الذي رصدت له الوزارة أزيد من 220 مليون درهم لتوفير مساعدات مالية مباشرة لفائدة 162000 أسرة لضمان تمدرس 280000 تلميذ وتلميذة في الجماعات والمناطق الأكثر هشاشة، حسب ما صرح به الوزير أحمد خشيشن أمام الملك محمد السادس بمدينة مراكش بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي 2009/2010، وخلال الموسم الدراسي الحالي تستمر بشكل رسمي عملية تنزيل برنامج تيسير بالجماعات القروية والحضرية الأكثر هشاشة بعدد من جهات المملكة، وحسب شهادات بعض الأساتذة والمديرين، فإن انطلاق برنامج تيسير وعلم الآباء بأنهم سيتلقون تعويضات شهرية عن كل ابن يتابع دراسته بشكل منتظم طيلة سنوات الدراسة، جعلهم يسارعون إلى تسجيل أبنائهم الذين بلغوا سن التمدرس خاصة بالعالم القروي، كما أعادوا أبناءهم المنقطعين عن الدراسة حديثا، كما أقر نفس المتحدثون أن نسبة الغياب ونسب الهدر المدرسي تضاءلت بشكل واضح وهو الأمر الذي تم تفسيره بحرص الآباء على ضمان المنحة الشهرية التي يحصلون عليها في إطار برنامج تيسير، إلا أن طريقة صرف هذه المنح قد تنقلب إلى العكس في حال استمرارها على ما هي عليه حاليا.