عثرت مصالح الجمارك في مراكش، أول أمس الخميس، على حوالي 1685 كيلوغراما من الحشيش، مخبّأة بعناية كبيرة داخل شاحنة من الحجم الكبير كانت متوجهة صوب بلجيكا. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر موثوقة، فإن هذه الكمية الكبيرة من المخدرات عثر عليها محشوة داخل «الزليج»، الذي كانت تحمله الشاحنة رقم «21 -288 -أ -13»، التي كان يقودها المسمى «عبد الكبير س.»، مرفوقا بشخص آخر يُعتقَد أنه شقيقه، ويدعى «عبد الهادي س». وأوضحت المصادر ذاتها أنه في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح أول أمس الخميس، حضرت شاحنة تحمل حوالي 14 طنا من الزليج التقليدي من النوع الفاسي معلب في «كارتونات» إلى مصلحة إدارة الجمارك في مراكش من أجل الترخيص لها بالعبور صوب دولة بلجيكا، لكنْ، وبعد عملية تفتيش دقيقة قام بها جمركيون، عثر هؤلاء على الكمية المذكورة من الحشيش مخبَّأة داخل الزليج، ليتم القبض على السائق ومرافقه وحجز الكمية الكبيرة من الحشيش. وبعد ذلك، فتحت المصالح الأمنية تحقيقا دقيقا انصبّ على الشركة التي تملك الشاحنة الموقوفة، ويوجد مقرها في الدارالبيضاء. كما أصدرت المصالح الأمنية، فور علمها بالعملية (الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد) مذكرة بحث حول الشركة التي تصنع الزليج الذي عثر عليه داخل الشاحنة، وهي شركة يوجد مقرها الرئيسي في مدينة فاس ولديها فرع في «حي الآفاق» في مدينة مراكش. وما زال البحث جاريا من قِبَل المصالح الأمنية في مراكش لمعرفة الجهات التي تقف وراء عملية التهريب هذه، والتي تشترك مع العملية التي نفذتها المصالح الأمنية في المدينة الحمراء في الأسبوع الماضي، في كون الكمية الكبيرة التي حُجِزت، والتي قُدِّرت بطنّ من الحشيش كانت موجهة، بدورها، صوب الديار البلجيكية. وكانت مصالح الشرطة القضائية في مراكش قد أوقفت، ليلة الثلاثاء قبل الماضية، عصابة متخصصة في التجارة الدولية في المخدرات وبحوزتها 9 أطنان من مخدر «الشيرا» في إحدى الفيلات بفي منطقة «أمزميز»، القريبة من مراكش. وأفاد مصدر أمني مأذون، في تصريح خص به «المساء»، أن الشرطة القضائية في مراكش تلقّت، في الأيام القليلة الماضية، معلومات تفيد أن هناك «جهة» معينة تُوجَّه منها كميات كبيرة من المخدرات نحو أوربا.. وبعد التحريات التي باشرتها الجهات الأمنية المختصة، تمكّنت الأخيرة من الوصول إلى مكان «تصدير» مخدر «الشيرا» إلى أوربا ودولة بلجيكا، بالخصوص. وقد أوقفت العناصر الأمنية في مراكش سبعة مشتبه فيهم يوجدون حاليا رهن الاعتقال. ويذكر أن عملية توقيف العصابة استغرقت أكثر من 10 ساعات، ابتداء من الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء إلى حدود الساعة الرابعة من صباح الأربعاء الماضيين، قادت العناصر الأمنية إلى العثور على بعض «الوسائل» التي كان يُسخّرها أفراد العصابة في صنع وتصدير المخدرات في شكل لوحات خشبية.