خلف الحكم، الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء، على مدير نشر يومية «المساء»، رشيد نيني، الخميس الماضي، والقاضي بحبسه سنة نافذة مع أداء ألف درهم كغرامة مالية، استنكارا واسعا بين شباب المغرب، وهو ما بدا واضحا على صفحات الموقع الاجتماعي «فيسبوك»، حيث عبر عدد كبير منهم عن رفضهم هذا الحكم، معتبرين أنه حكم جائر وغير منطقي، ويرجع بحرية الصحافة وحرية التعبير في البلاد إلى الوراء. وهكذا ظهرت العديد من صفحات التضامن مع الصحفي رشيد نيني، من أجل التأكيد على أن مكان الصحفي ليس الوقوف وراء القضبان، وكذا التضامن مع أسرته ومع كل العاملين في مجموعة «المساء ميديا» في محنتهم هذه، مطالبين بإطلاق سراح صاحب أشهر عمود في المغرب. ومن بين هذه الصفحات هناك صفحة «الحملة الوطنية لإطلاق سراح رشيد نيني» التي بلغ عدد أعضائها إلى حد الساعة أكثر من 10 آلاف عضو، وصفحة «كلنا رشيد نيني/لا لاعتقال رشيد نيني «وصفحة» تضامنا مع رشيد نيني»، بالإضافة إلى الصفحات الأخرى التي تم إنشاؤها منذ بداية محنة مدير نشر يومية «المساء»، ومن بينها صفحة «كلنا رشيد نيني» و»الحملة الدولية لمطالبة السلطات المغربية بالإفراج عن رشيد نيني». وشهدت هذه الصفحات ردود الشباب حول المسار الذي آلت إليه قضية محاكمة رشيد نيني، والتي تجمع على استنكار الحكم بحبس نيني، في الوقت الذي كان هؤلاء الشباب ينتظرون أن يتم إطلاق سراحه، وهناك من يعتبر أن اعتقال الصحفي نيني هو اعتقال للحرية والحقيقة، وضرب لما جاء في خطاب 9 مارس، ولما يطالب به الشعب المغربي من تغيير وإصلاح. بالإضافة إلى مجموعة أخرى ترى أن محاكمته بغير قانون الصحافة تعد «مهزلة»، تهوي بحرية الصحافة في المغرب إلى مراتب متدنية. وفي هذا الصدد، يقول أحد المعلقين إنه «بعد كل هذا التعسف ضد القلم الحر لم يبق لنا شيء في بلدي، لقد اختطفتم كل ضحكتنا وآمالنا في غد أفضل أنتم تقتلون كل شي جميل في هذا البلد...أطلقوا سراحنا، أطلقوا الكلمة الحرة، أطلقوا سراح رشيد نيني»، فيما اعتبر البعض الآخر أن لوبي الفساد هو الذي يقف وراء محاكمة نيني ويهدف إلى الزج به في السجن حتى يتسنى له الخوض في فساده دون حسيب أو رقيب، «لن نركع ولن نستسلم، حبنا لهذا الوطن يحتم علينا أن نقف بوجه كل فاسد كل ظالم وكل جلاد. ومرة أخرى أقولها لكم يا أعداء الوطن: أطلقوا سراح صوت الشعب، فكلنا رشيد نيني» يقول أحد أعضاء صفحة «الحملة الوطنية لإطلاق سراح رشيد نيني». كما شكلت هذه الصفحات فرصة نوه من خلالها مجموعة من شباب المغرب بقدرة الصحفي رشيد نيني على تحمل ما يواجهه من أزمات، داعين إياه إلى المزيد من الصمود، وإقرار كلمة الحق. «أتساءل يا رشيد عما تفعله الساعة في زنزانتك، ولكني أدرك أنك الآن تبتسم وفي كل وقت لا يغيب الرضا الأبدي عن محياك، حتى وأنت في قمة آلامك وأحلك أوقاتك، وتصبر صبر أيوب على أوجاعك، تلك هي طريقتك الفريدة يا نيني في الانتقام من المأساة وذلك بتحويلها إلى ملهاة...» يقول أحد المعلقين على خبر الحكم الصادر في حق مدير نشر جريدة «المساء». فيما فضل البعض الآخر الاستشهاد بمقتطفات من المقالات التي كتبها نيني في غشت 2007، وجاء فيها «إن الخطأ الذي يقترفه أغلبية رجال السلطة هو أنهم ينسون رجلا مهما يجلس في الركن يدون كل شيء اسمه التاريخ. والتاريخ هو الذي يحكم على الجميع، وينصف الذين اغتصبت حقوقهم، ويعاقب الطغاة الذين يعتقدون أنهم سيظلون أحياء إلى الأبد».