يشكل الحمل خارج الرحم حالة شائعة وخطيرة، وإذا لم يتم علاجه بسرعة يؤدي إلى حدوث نزيف في البطن، يمكن أن يؤدي إلى وفاة الحامل. عبد اللطيف كسمي، أخصائي أمراض والنساء الولادة، يسلط الضوء على الحمل خارج الرحم وعن أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه. - ما المقصود بالحمل خارج الرحم؟ من المعلوم أن الجهاز التناسلي للمرأة يتكون من رحم وقناتي فالوب ومبيضين. وكل 28 يوم تقريبا تخرج بويضة المرأة من المبيض لتلتقطها قناة فالوب عبر أهدابه، حيث يتم تخصيبها في الثلث الخارجي وتبدأ رحلتها التي تدوم 3 أيام لتصل إلى الرحم، حيت يتم العلوق وبداية النمو، فالمقصود بالحمل خارج الرحم هو عدم نزول البويضة المخصبة إلى الرحم. ففي 95 في المائة من الحالات، يستقر الحمل داخل قناة فالوب و3 في المائة من الحالات يكون داخل المبيض ولا يشكل الحمل داخل البطن إلا 2 في المائة. - ما هي أسباب الحمل خارج الرحم؟ نذكر هنا أن نزول البويضة المخصبة إلى الرحم يتطلب سلامة قناة فالوب وكذلك وجود تشنجات لمساعدة حركة البويضة، أما في ما يخص الأسباب فهي متعددة، نذكر منها: -أولا، ما يتعلق بجودة بطانة القناة، ونخص بالذكر الالتهابات، بشتى أنواعها وكذلك البطانة المهاجرة. -ثانيا، ما يتعلق ببطلان حركة عضلات القناة، ونذكر منها ميكرو حبوب منع الحمل وحبوب الغد، كما يدخل في هده الخانة التدخين، الذي قد يشكل 30 في المائة من أسباب الحمل خارج الرحم في بعض الدراسات. كما تجدر الإشارة إلى أن نسبة الحمل خارج الرحم تزداد مع تقدم العمر ومع بعض علاجات العقم (منشطات الإباضة والعمليات الجراحية المتعلقة بالقناة). وتجب الإشارة، كذلك، إلى أن اللولب لا يزيد من نسبة الحمل خارج الرحم، بل قد ينقص منها، وهنا لا بد أن نذكر أنه، حسب المختصين، هناك تزايد في عدد الحمل خارج الرحم في السنين الأخيرة، وذلك يرجع إلى زيادة نسبة المدخنات إلى تزايد الأمراض المنقولة جنسيا وإلى تزايد علاجات العقم. - ما هي أهم أعراض الحمل خارج الرحم؟ تشير الإحصائيات إلى صعوبة تشخيص المرض، حيث يصل رقم الحالات غير الشخصية إلى 50 في المائة عند الأطباء العامين و36 في المائة عند الأطباء الاختصاصيين. في الحالات العادية، ينتبه الطبيب إلى هدا المرض في حالة تواجد حمل غير عادي، وخصوصا إذا كان مصاحَباً بألم ونزيف. كما تكون المريضة شاحبة اللون وكثيرة الإغماءات وتشكو من آلام الكتفين. وعند الفحص، يكتشف الطبيب أن الرحم أصغر من المتوقَّع، وكل حركة للرحم تصاحَب بزيادة في الألم. وفي بعض الحالات، يتم العثور على ورم بجانب الرحم. غير أن الأمور ليست بهذه البساطة، حيت إن النزيف يكون غائبا في حالة واحدة من كل 5 حالات، ويكون معطل دم الحيض غائبا في 20 إلى 50 في المائة من الحالات ويكون الورم غائبا في 50 في المائة من الحالات. - كيف يتم تشخيص هذا النوع من الحمل؟ أمام هذه الأعراض، يتم اللجوء إلى تحليل الدم للبحث عن هرمونات الحمل وتركيزها. بعد هذا، يتم الفحص بالصدى، حيث إن تواجد الحمل داخل الرحم شبه مؤكد ابتداء من 1500 عبر الفحص داخل الرحم وابتداء من 2500 عبر الفحص عن طريق البطن. وتجب الإشارة، كذلك، إلى أن الفحص بالصدى قد يظهر الحمل في الحالات السهلة، سواء داخل أو خارج الرحم. إلا أنه، في كثير من الحالات، تكون الإشارات غير واضحة أو منعدمة. ولهذا يتم اللجوء إلى الفحص بالمنظار الداخلي، الذي يشكل، في نفس الوقت، عملية تشخيصية وعملية علاجية. -ما هي مخاطر الحمل خارج الرحم على الحامل؟ تهم أولا حياة المرأة، وخصوصا بعد انفجار القناة ووجود نزيف داخلي يصل إلى 3 أو 4 لترات، ويؤدي إلى إغماء والى الموت المحقق، إذا لم يتم التدخل بسرعة لإنقاد حياة المرأة عبر الإنعاش وحقن كمية كافية من الدم وإجراء العملية الجراحية التي تمكن من وقوف النزيف. كما يؤدي هذا الانفجار إلى بتر القناة أو إلى التأثير السلبي على جودتها وسلامتها. - ما هي وسائل العلاج المقترحة؟ يضم أنماطا مختلفة ويتم استعمالها حسب توفر الإمكانيات وحسب الحالات المعروضة على الأطباء، فادا كانت الجراحة لا تناقش أمام النزيف الداخلي أو هبوط الضغط الدموي، فان الحالات الأخرى قد تسمح بالعلاج الجراحي بالمنظار الداخلي أو بحقنات عن طريق الفحص بالصدى أو مباشرة داخل عضلة الفخذ. أخيرا، تشير بعض الإحصائيات إلى إمكانية الشفاء الكامل بدون علاج وبدون مضاعفات، مما أدى بالبعض إلى اقتراح عدم التدخل في الحالة البسيطة القابلة للمراقبة المستمرة، عبر التحليلات الدم والفحص بالصدى. - هل من خطر تكرار الحمل خارج الرحم؟ بعد الجراحة، تتراوح نسبة تكرار الحمل خارج الرحم بين 9 إلى 30 في المائة، حسب الطرق العلاجية وحسب حالة القناة قبل وبعد العملية، وهذا ما يؤكد ضرورة مراقبة كل السيدات الحوامل ابتداء من المراحل الأولى، وخصوصا إذا كان الحمل مصاحَبا بنزيف أو بألم. -ما هي سبل الوقاية؟ تتم الوقاية من الحمل خارج الرحم عبر الوسائل الآتية: -الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا والبحت عنها ومعالجتها، -محاربة التدخين لدى الجميع، وخصوصا لدى النساء والشباب، -الاستعمالات المناسبة لوسائل علاج العقم، وخصوصا منشطات الإباضة.