«أحق الناس برؤية الهلال أهل المغرب»، مقولة أطلقها العالم السلفي ابن تيمية في القرن السابع الهجري. وبالرغم من ذلك، ظل المغاربة آخر من يحتفلون بالمواسم الدينية الإسلامية الكبرى، كرمضان وعيدي الفطر والأضحى. كما تبرز خلال هذه المناسبات مسألة رؤية الهلال وما يتفرع عنها من اختلافات وتناقضات. في المغرب وبخلاف ما هو معمول به في عدد من الدول الإسلامية فإن عملية مراقبة الأهلة تتم عند متم كل شهر قمري، حيث تتكفل مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بهذا الأمر. وتخضع هذه العملية لمسطرة دقيقة يشارك فيها نظار الأوقاف. وفي حالة ثبوت الرؤية يتم الإشهاد عليها من قبل العدول وتوثيق ذلك قبل رفع التقرير إلى الملك بصفته أميرا للمؤمنين، وهو الذي يعطي أوامره لإعلان صحة ثبوت الشهر. وحسب عدد من الدراسات العلمية، فإن كثيرا من الإعلانات التي تمت بشأن بداية الشهور القمرية في بلدان عربية كثيرة، كانت خاطئة من وجهة نظر علماء الفلك. مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، قال إنه لا يتفق مع الدعوات التي يطلقها عدد من علماء المشرق إلى الاستعانة بالأقمار الاصطناعية في رؤية الهلال. موضحا، في تصريح ل«المساء» أن هذا الأمر ليس في متناول جميع الدول الإسلامية، كما أنه ليست هناك دولة يمكن اعتبارها متخصصة في رؤية الهلال على اعتبار أن الرأي الفقهي يلزم كل دولة بأن تكون لها رؤيتها الخاصة.