في صباح ال23 من شهر ماي الأخير، استفاق سكان «حي الفرح» في الدارالبيضاء على وقع جريمة نكراء اهتز لها كل أبناء الزنقة 71، حيث لم تكن الضحية سوى سيدة في الخمسينيات من العمر، على يد ابنها البكر، الذي عانت الأمرّين من أجل تنشأته وتربيته، قبل أن يكون «جزاؤها» تعرُّضها لخمس طعنات قاتلة. وقال أحد الذين حضروا الحادث الأليم أن الشاب عُرِف في الحي بإدمانه المستمر على المخدرات وأنه كان يتلقى كل شهر مبلغا ماليا من طرف والدته في حدود 1000 درهم ليسد بها حاجياته اليومية. وفي ذلك الصباح، طلب من والدته أن تمده ببعض النقود، إلا أنها رفضت تلبية طلبه وغادرت المنزل في اتجاه السوق. وحين عادت، صعدت إلى غرفة ابنها في الطابق العلوي للمنزل لكي تمنحه بعض النقود، لكن الخلاف بينهما تطور إلى قذف وشتم، وبعد ذلك، إلى اشتباك بالأيادي، انتهى بإطلاق والدته صرخات بعد تلقّيها عدة طعنات أزهق بها المتهم روحها، حيث «ذبحها» ثم شرع في تقطيعها إلى أطراف... ووحدها صرخات الأم أشعرت الجيران بأن شيئا رهيبا قد حدث، وهو الأمر الذي اضطر معه أحدهم إلى دخول المنزل ومحاولة إيقاف المتهم، الذي كان مسلحا بسكين كبيرة ويحمل معه مجوهرات والدته. لكن حظ الجار لم يكن أوفرَ من حظ الأم الضحية، إذ بقَر المتهم بطنه بالسكين ذاتها وأرغمه على دخول المستشفى قصد العلاج، قبل أن تتمكن فرقة «الصقور» وبعض الجيران من إيقاف المتهم، الذي تم تقديمه، بعد ذلك، للمحاكمة. بعد استكمال التحقيق مع المتهم من طرف عناصر الضابطة القضائية في الدائرة السابعة في «مرس السلطان»، والذي أفاد من خلاله أن والدته كانت دائما تقف حجرة عثرة في طريق زواجه، بل تعمد إلى سلك كل أنواع الشعوذة من أجل حرمانه من الزواج، حسب ادعائه: «كاتسحر ليا، ما بغاتنيشْ نتزوج ونسكن معاها فالدار».. هكذا كان المتهم يلخص أسباب ارتكابه فعله الشنيع. وأثناء مراحل التحقيق، كان المتهم يتناول دواء للعلاج النفسي وكانت والدته تنوي في نفس يوم الجريمه، أن تعرضه على طبيب نفسي، لكن سكينه كانت أسبق إلى وضع حد لحياة والدته، في واحدة من أبشع الجرائم ضد الأصول التي شهدتْها الدارالبيضاء مؤخرا.