كذبت فتيحة الحسني الملقبة ب«أم آدم» وأرملة كريم المجاطي، عضو تنظيم القاعدة، الرواية الرسمية التي تنفي وجود معتقل سري في تمارة، مؤكدة أن المعتقل موجود وأنها قضت داخله رفقة ابنها إلياس 9 أشهر. وأوضحت أم آدم في لقاء حقوقي احتضنه مقر هيئة المحامين بالرباط الثلاثاء الماضي أنها اعتلقت يوم 20 يناير إلى 17 مارس من سنة 2004 بمعتقل تمارة وأنها تعرضت لتعذيب نفسي ومادي رفقة ابنها الذي خرج من المحنة بمرض عقلي وخلل هرموني. ووجهت أم آدم كلامها لكل من وزير الاتصال خالد الناصري والصبار والداكي بالتأكيد على وجود هذا المعتقل، وأكدت أن نفي وجوده يعيد إلى الأذهان قولة الحسن الثاني عندما قال «إن معتقل تازمارات غير موجود إلا في ذهن أعداء الديموقراطية» في رده على الاحتجاجات بوجود معتقل سري. واعتبرت أرملة المجاطي أن «الرحلة السياحية» التي نظمت مؤخرا لمعتقل تمارة كان حريا أن يشارك فيها معتقلون سابقون للتأكد مما ورد حول وجود مطعم وناد رياضي وللتأكد من أن الأمر يتعلق فعلا بمركب إداري، وأضافت: «إذا كان بالفعل مركبا إداريا حسب ما يدعون فلماذا لا يفتحوه أمام الصحافة والشعب والمنظمات الحقوقية الدولية، إلا أنني أعتقد أن المعاملة الوحشية التي تعرضنا لها أثناء الوقفة الإحتجاجية أمام المعتقل هو رد صريح من الدولة على أنها تحمي هذا المعتقل، وهو فعلا معتقل سري تعرض فيه العديد من الناس لكل أشكال التعذيب». وأضافت أم آدم «بصفتي عضوة في جمعية الكرامة بسويسرا واشتغلت على العديد من الملفات، أقسم أن السواد الأعظم من المعتقلين مروا من هذا المعتقل وذاقوا كل أنواع التعذيب، لكنهم يرفضون أن يتحدثوا لأن الأمر متعلق بحساسية أخلاقية وعائلية، لاسيما أن التعذيب يصل أحيانا إلى المس والحط من كرامة المعتقل. وأكدت أرملة المجاطي أن التحقيق معها في معتقل تمارة تركز على الأمن القومي الأمريكي أكثر من الأمن المغربي وأن المحقق المغربي لم يكن سوى وسيط بينها وبين ممثلي المخابرات الأمريكية. من جهة أخرى، اتهمت عائلات المعتقلين السلفيين بسجن سلا مندوبية إدارة السجون بالاعتداء على أبنائها، وقالت إنها تجهل مصير العديد من من أبنائها المعتقلين. وصرحت فتيحة المجاطي، عن « تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي و العقيدة « ل«المساء» إن العائلات تواجه بصمت غريب من إدارة السجون». وأضافت المجاطي ل« المساء» « صرح المندوب العام لإدارة السجون حفيظ بنهاشم لوسائل إعلام بأن العائلات التي تريد معرفة مصير أبنائها ما عليها إلا الذهاب إلى سجن سلا. وهو ما قامت به عائلات ونساء معتقلين سلفيين ذهبت إلى السجن المحلي بسلا يوم الخميس الماضي لمعرفة مصير أبنائها لكنها ووجهت بتعتيم ومعاملة مهينة». زوجة نور الدين نفيعا، الذي كان نقل من السجن المركزي للقنيطرة إلى سجن الزاكي بسلا، من أجل أن يكون وسيطا بين الإدارة والمعتقلين السلفيين خلال اعتصامهم في شهر مارس الماضي، قوبلت بمعاملة حاطة للكرامة. وقالت عائلات معتقلين سلفيين إنها حين الزيارة، كانت تواجه بالتعتيم من طرف حراس السجن ولم يعرف إلى حد الآن مصير عدة سجناء، وهل نقلوا من سجن الزاكي بسلا، أم لا يزالون معتقلين بداخله. وهو حال نور الدين نفيعا، عبد العزيز حبوش، عبد العزيز بن الزين ومعتقل سلفي آخر أبلغت عائلاتهم أنهم نقلوا إلى سجن تولال بمكناس، لكن إدارة المؤسسة السجنية المكناسية نفت لعائلاتهم أن يكونوا فيها. يذكر أن الإدارة العامة للسجون أقدمت على تنقيل سجناء سلفيين من سجن الزاكي بعد المواجهات الدامية التي شهدها يومي 16 و 17 ماي الماضيين. كما فرضت عقوبة على المعتقلين بمنعهم من الزيارة مدة أربعين يوما.