حث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أول أمس الأربعاء، السوريين على «الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع» في كلمة ألقاها خلال احتفال في بلدة النبي شيت، في منطقة البقاع، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان. وكان نصر الله يتحدث عبر شاشة عملاقة في احتفال شعبي حاشد بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان بعد 22 سنة من الاحتلال، أقيم في بلدة النبي شيت، في البقاع (شرق)، ونقل مباشرة عبر قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب. وقال، على وقع تصفيق الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في ساحة ضخمة في الهواء الطلق وهم يلوحون بأعلام حزب الله الصفراء: «ندعو السوريين إلى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع وإعطاء المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة». وأشار إلى أن الفارق بين سوريا والدول العربية الأخرى التي تشهد تحركات شعبية أن الأنظمة الأخرى، مثل البحرين حيث يدعم الحزب الانتفاضة الشعبية، لم تقتنع بالإصلاح، بينما «الرئيس بشار الأسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب إلى خطوات إصلاحية كبيرة جدا، لكن بالهدوء والتأني والمسؤولية». كما دعا نصر الله لبنان إلى «رفض أي عقوبات تسوقها أمريكا والغرب ويريدان من لبنان الالتزام بها ضد سوريا». وأكد الأمين العام لحزب الله أن «كل المعطيات والمعلومات حتى الآن ما زالت تؤكد أن أغلبية الشعب السوري تؤيد النظام وتؤمن بالرئيس بشار الأسد وتراهن على خطواته في الإصلاح». واعتبر، في أول تعليق له على الأحداث السورية منذ بدايتها في 15 مارس، أن «إسقاط النظام في سوريا مصلحة أمريكية وإسرائيلية». ودعا إلى عدم تدخل اللبنانيين في ما يجري في سوريا وترك معالجة أمور السوريين للسوريين أنفسهم. وتتهم وسائل الإعلام السورية وتلك التابعة لحزب الله شخصيات ومجموعات لبنانية من خصوم حزب الله (قوى 14 آذار) بتهريب السلاح والمال إلى المعارضين السوريين. ورد نصر الله بعنف على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلامهما الأخير حول الشرق الأوسط. وقال إن «أوباما ونتانياهو وجها ضربة قاضية ونهائية إلى ما يسمى المبادرة العربية للسلام» التي تقدمت بها السعودية عام 2002 والتي تقوم على أساس «الأرض مقابل السلام». وطالب جامعة الدول العربية ب«سحب المبادرة العربية»، مضيفا: «الحد الأدنى هو سحب المبادرة والحد الأقصى أن نكون أمة تعلن لاءاتها»، وهي: «لا للتفاوض، لا لوجود إسرائيل، لا لاحتلال القدس، لا للتفاوض». وتابع: «الأمة التي لا تفعل هذا أمة ميتة والحكومات التي لا تفعل هذا حكومات ميتة». وكرر نصر الله أن خيار المقاومة ضد إسرائيل يبقى الخيار الوحيد، مؤكدا أن «هذه المقاومة ستستمر». وقال تعليقا على المواجهات التي حصلت أخيرا على الحدود الإسرائيلية: «إن عدة مئات من الشباب الفلسطيني في مجدل شمس ومارون الرأس أرعبت إسرائيل»، متسائلا: «ماذا سيحصل إن أتى عدة ملايين ليعبروا السياج؟ ماذا تفعل إسرائيل وماذا يفعل أوباما؟». إلا أنه اعتبر أن حصول ذلك «يحتاج إلى قرار كبير»، مكررا مقولة سابقة له وهي «والله، إن إسرائيل أوهى من بيت العنكبوت». من جهة ثانية، نفى نصر الله أي تدخل لحزبه في البحرين أو ليبيا أو سوريا كما تذكر بعض التقارير الإعلامية، مؤكدا أن مصدر هذه الأخبار أمريكي. وقال إن «أمريكا اليوم تأتي لتصادر الثورات العربية»، مضيفا: «يجب أن ينتبه أهل هذه الثورات وألا يحسنوا الظن بالأمريكيين وألا يثقوا بوعودهم. يجب أن يعرفوا أن أمريكا لا تهمها إلا مصالحها». ويذكر أن حسن نصر الله لم يظهر علنا بشكل مباشر منذ 2008، لأسباب أمنية. وأقيم الاحتفال أول أمس الأربعاء في بلدة النبي شيت حيث مدفن الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي الذي قتل في غارة إسرائيلية استهدفته أثناء وجوده في الجنوب في 1992.