كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أن جماعة ثلاثاء بوكًدرة (18 كلم شرق آسفي) قد صرفت مبالغ مالية كبيرة من المال العام، المخصص للحسابات الخصوصية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مشاريع يشكك أعضاء بالمجلس القروي في طرق صرفها، ويطالبون عبر رسالة رسمية موجهة إلى المجلس الجهوي للحسابات بسطات بإيفاد لجنة للبحث والتحقيق في ظروف وملابسات صرف الملايين من المال العام على مشاريع «وهمية»، حسبهم. وأشارت معطيات، عبر وثائق رسمية توصلت بها «المساء»، إلى أن جماعة بوكًدرة صرفت مبلغ 20 مليون سنتيم من الحسابات الخصوصية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على حفر وتجهيز بئر وسط حديقة عمومية، وأن هذا المشروع الذي أنجز عبر تفويته بشكل مباشر إلى مقاولة خاصة دون المرور عبر طلب عروض، لم ير النور ولم يكتمل وهو الآن، حسب ما عاينت «المساء» ذلك ميدانيا، عبارة فقط عن حفرة بلا تجهيزات و بلا مياه. وقال أعضاء من المعارضة بجماعة بوكًدرة إن هناك مشاريع أخرى جرى تخصيص أغلفة مالية مهمة لها في إطار الحسابات الخصوصية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من الميزانية العامة للجماعة، وأن تلك المشاريع عرفت اختلالات كبيرة في طرق الصرف، وتضخيما في الفواتير، وعدم مطابقة ما أنجز مع ما تم اعتماده من مبالغ مالية، مضيفين أنه بجانب البئر الوهمية الذي ليست سوى حفرة بلا ماء وبلا تجهيزات، جرى صرف 17 مليون سنتيم على إصلاح حديقة عمومية لم تكلف الجماعة سوى أغراس وأتربة لا يمكن أن تكون كلفتهما 17 مليون سنتيم، على حد قولهم. من جهته قال أنور ادبيرة، رئيس قسم العمل الاجتماعي ومسؤول باللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بولاية آسفي، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لم تمول ولم يسبق لها أن دخلت في شراكة مع جماعة بوكًدرة بخصوص المشاريع المتعلقة بحفر بئر وتهيئة المناطق الخضراء، مضيفا أن الجماعة خصصت بمفردها خانة ضمن ميزانيتها السنوية خاصة بمشاريع تدخل ضمن الحسابات الخصوصية للمبادرة، وحول ما إذا كان هناك تضارب في الاختصاص بين المشاريع التي تمولها المبادرة من ميزانيتها أو تلك التي تخصص لها جماعات قروية أغلفة مالية، قال ادبيرة إن الأمر مطروح على المستوى الوطني وستتم معالجة هذا الأمر من طرف المسؤولين مركزيا. ولم ينف عبد الجليل نفضال، رئيس جماعة بوكًدرة، في اتصال مع «المساء» عدم وجود بئر مجهزة بالمياه تنفيذا للمشروع الأصلي الذي صرف عليه 20 مليون سنتيم من المال العام، كما لم ينف أن المشروع تم تفويته إلى مقاولة خاصة بدون طلب عروض عمومي، موضحا في الآن نفسه أن عدم إنجاز هذه البئر راجع بالأساس إلى عدم وجود مياه جوفية، حسب قوله.