أعلن سجينان عن دخولهما في إضراب عن الطعام منذ يوم 15 ماي الجاري بالسجن المدني بآيت ملول احتجاجا على رفض الإدارة الاستجابة إلى تنقيلهما إلى سجن مدينة كلميم لتجنيب عائلتيهما متاعب التنقل إلى آيت ملول بسبب الظروف الاجتماعية والتكلفة المرتفعة التي تتكبدها أسرتيهما من أجل زيارتهما. وذكر أحد السجينين في رسالة، توصلت بها «المساء»، أنه تقدم بطلب تنقيله منذ أبريل 2010 من أجل الاقتراب من أسرته، إلا أن الإدارة ظلت تماطل في الاستجابة لطلبه، كما حرمته من رقم الإرسال الخاص بالطلبات التي تقدم بها. وأضاف المصدر ذاته أن الإدارة ظلت تتعلل بكون المدة الحبسية المحكوم عليهما بها لا تسمح لهما بالاستفادة من حق الانتقال إلى مؤسسة سجنية أخرى، في حين ذكر السجينان أن بعدهما عن عائلتيهما يزيد من معاناتهما ومعاناة أسرتيهما جراء بعد المسافة. وذكر مصدر مقرب من السجينين أنهما تقدما بمراسلة إلى كل من وكيل الملك والطبيب الشرعي، إلا أن الإدارة لم ترسلها، كما حرمتهما من رقم الإرسال. وذكر أن أحد السجينين تعرض للسب والشتم من طرف أحد المسؤولين الإداريين عندما جدد الطلب الخاص بالإعلان عن الإضراب عن الطعام. وفي السياق ذاته، علمت «المساء» أن مجموعة من المضايقات تعرض لها بعض السجناء كحرمانهم من المقررات الدراسية، التي يتم إحضارها من طرف الأسر، في حين أن نظراءهم ببقية السجون يتم السماح لهم بمتابعة دراستهم. وقد نظمت عائلات معتقلي السلفية الجهادية بسجن بآيت ملول يوم الثلاثاء الماضي وقفة تضامنية مع أبنائها الموجودين بالسجن، والذين دخلوا في اعتصام بفناء السجن تضامنا مع باقي المعتقلين الموجودين بسجن سلا والقنيطرة وطنجة على إثر التدخل الأمني الذي عرفته هذه السجون مؤخرا. وخلال الوقفة ذاتها توصل المحتجون بخبر نجاح المفاوضات، التي باشرها مندوب إدارة السجون بنهاشم ومعتقلي سلا، الذين توصلوا من خلالها إلى عدم متابعة هؤلاء المحتجين مقابل رفع الاعتصام، والشروع في ترحيلهم إلى سجونهم الأصلية قرب عائلاتهم، وهو ما دفع بالمعتقلين المحتجين بآيت ملول أيضا إلى إنهاء الاعتصام.