دعت الفدرالية الوطنية لنقابة الصيادلة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي إلى إرساء «نظام الطرف الثالث» المؤدي مع آجال معقولة للسداد، كما حددت الفدرالية هامش ربح 5 في المائة على الأدوية المضادة للسرطان والمضادة للفيروسات والأدوية الأخرى الموصوفة لعلاج الأمراض الخطيرة، ضمانا لتكفل طبي أفضل بالأمراض لجميع المغاربة بدون استثناء، بدل 35 في المائة كهامش ربح، والتي كانت محددة من قبل. وقد اتخذ قرار الفدرالية طابعا رسميا عقب الرسالة الموجهة مؤخرا للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي من قبل الفدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة بالمغرب، والتي عبّرت من خلالها عن موافقتها بخصوص توزيع هذه الأدوية بهذا الهامش «الرمزي» من الربح. وأكد كمال بلحاج سولامي، رئيس الفدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة بالمغرب، خلال ندوة صحافية في الدارالبيضاء، أن «هذا القرار المواطِن والإنساني يشكل خطوة مهمة نحو أفضل اعتراف بهذه الفئة من الأمراض في المغرب وبانعكاساتها الطبية والسوسيو اقتصادية. كما أنه يندرج في إطار إرادتنا تسهيل الولوج إلى التقدم العلاجي للمواطنين المعنيين بالأمر». وأضاف سولامي أن «الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي مطالَب بالاستجابة لطلبنا من أجل إنجاح هذه المبادرة المدعومة، خاصة، من خلال التغطية الجغرافية للصيادلة لجميع التراب الوطني وتجهيزاتهم العصرية، التي تضمن التخزين المطلوب للمنتجات الصيدلية المخصصة لهذه الفئة من الأمراض». وأكد الصيادلة في هذه الندوة أن هذا المكسب يجب تعزيزه بتطبيق نظام الطرف الثالث المؤدي، حيث يمكن للمريض المنخرط في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي أو في أي مؤسسة صحية أخرى للتأمين الولوج إلى العلاج والتمكن من الأدوية ومن مختلف التحاليل دون أن يؤدي للطبيب ولمختبرات التحليل وللصيدليات أي مبلغ من المال، حيث إن مؤسسات التأمين الصحي هي التي تقوم بذلك لفائدة جميع منخرطيها. وأضاف الصيادلة أن هذا الإجراء يجب أن يسهر على أن تكون آجال تعويض الصيادلة معقولة، وهو ما يتماشى ونوعية أفضل من الرعاية التي يرغب في تقديمها للمرضى المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة. ولا بد من الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الدور الطبي الصحي الذي يضطلع به، فإن الصيدلي يلعب، أيضا، دورا سوسيو اقتصاديا، حيث يكون الاتصال به سهلا من خلال وجوده في الصيدلية على مدى فترات زمنية طويلة، إلى جانب تواصله المتعدد والدائم مع العموم ومعرفته بصفة عامة بالمريض (السياق الأسري، السياق الاجتماعي والمهني، الاتصال مع العائلة والأصدقاء والتاريخ الطبي...) ووجود علاقة ثقة مع المريض والمصداقية مع العموم، بصفته مهنيا في قطاع الصحة، وهي كلها مؤهلات تخول للصيدلي أداء مهمته النبيلة، أخلاقيا ومهنيا، على أحسن وجه، يؤكد بعض الصيادلة في الندوة نفسها. وتعد الفدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة بالمغرب، التي يوجد مقرها في الرباط، منظمة مهنية تضم النقابات الجهوية للصيدليات التي تؤطر المرضى، وقد سطّرت كأهداف لها النهوض بصورة الصيدلي ووضع استراتيجية وطنية تواصلية على المستوى الوطني.