انطلقت أول أمس الأربعاء فعاليات الدورة ال64 لمهرجان كان السينمائي الفرنسي، بحضور نجوم السينما العالمية، يتقدمهم المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي، الذي منحه المهرجان هذا العام «السعفة الذهبية» الخاصة، تقديرا لمسيرته السينمائية الحافلة. وقد بدا برتولوتشي متأثرا بالتكريم وقال: «أهدي هذه الجائزة إلى جميع الاإيطاليين الذين ما زالوا يملكون القوة والطاقة للنضال والانتقاد والسخط»، ليعلن من على كرسي متحرك، باللغتين الايطالية والفرنسية، افتتاح مهرجان «كان». وقد انطلق المهرجان بعرض فيلم «ميدنايت إن باريس»، الذي يشارك خارج المسابقة وأدّتْ دورَ البطولة فيه كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأخرجه الأمريكي وودي آلن. وقد غابت عن العرض «سيدة فرنسا الأولى»، التي أرجعت ذلك إلى أسباب شخصية وأخرى مهنية. ويتزامن عرض الفيلم مع خروجه إلى القاعات السينمائية الفرنسية، ويشارك فيه، إضافة إلى كارلا بروني، كل من ماريون كوتيار وليو سيدو وجاد المالح، ومن خارج فرنسا، أوين ويلسون، راشيل ماك أدامز، كاتي بايتس وأدريان برودي. ويترأس الدورة الرابعة والستين لمهرجان «كان» الممثل الأمريكي روبير دي نيرو، إلى جانب المخرج الفرنسي أوليفيي آساياس والممثلة الأمريكية أوما ثورمان والممثل البريطاني جود لو والكاتبة لين أولمان والممثلة ليف أولمان. وعموماً، فإن نحو 94 فيلما روائيا طويلا من 33 دولة سوف تُعرَض خلال المهرجان، الذي يستمر 41 يوما، لتختار لجنة التحكيم الفيلم الفائز بجائزة «السعفة الذهبية»، والذي سيُعلَن عن اسمه في حفل الختام في ال22 من ماي الجاري. وفي تقليد هو يُتّبَع لأول مرة، تحل مصر ضيفة شرف في المهرجان، تحية لها ولثورتها.. وسيتم تخصيص يوم كامل لعرض الأفلام المصرية، وفي مقدمتها «81 يوم»، الذي يتم فيه تقديم 01 أفلام قصيرة لعدد من أهم المخرجين المصريين، تُعبّر عن رؤية كل منهم تجاه الثورة المصرية. وقد أثارت المشاركة المغربية في المهرجان جدلا كبيرا، بسبب اختيار فيلم إسرائيلي لتمثيل المغرب، حيث دعا نقاد مغاربة إلى «التبرؤ» من قرار تمثيل المغرب في المهرجان بفيلم «عين النساء»، للمخرج رادو ميهايليانو. وعبّر الناقد حسن بنشلخية، في تصريح لموقع «العربية.نت» عن غضبه من اختيار الفيلم، لأن مخرجه إسرائيلي من أصول رومانية، عاش أغلب حياته في إسرائيل، واستقر مؤخرا في فرنسا، ليستفيد من الدعم «السخي» للأفلام الإسرائيلية. ومن جانبه، قال الناقد مصطفى طالب إن «المشكلة تتجاوز ما يطرحه الفيلم وما يتعلق بهوية مخرجه أو مموله إلى مشكلة أكبر، تتمثل في هذه الحالة المرضية لقطاع السينما والمسؤولين عن القرار السينمائي، الذين يسعون إلى التماهي مع الغير ويسعون إلى تحقيق كسب دعائي، ولو على حساب قيم وهوية المغاربة». وأضاف طالب أن هذه الحالة تفرض على المعنيين بمستقبل السينما المغربية التوقف عن النظر في الارتفاع الكمي لعدد الأفلام أو المهرجانات المنظَّمة والانتباه إلى ما وراء ذلك من قيم يتم بثها ضد قيم المغاربة. وقد اختار مهرجان «كان» تكريم المخرجين الإيرانيين المسجونين جعفر باناهي ومحمد راسولوف. وقال المنظمون إن المهرجان سيعرض فيلم «إلى اللقاء» (Good Bye) للمخرج راسولوف، والذي يحكي قصة محام شاب في طهران يحاول الحصول على تأشيرة لمغادرة إيران، وفيلم «هذا ليس فيلما» (This is not a film) لباناهي، الذي يسرد فيه أحداث يوم في حياته، وهو ينتظر حكما من محكمة استئناف. وسيشهد المهرجان، الذي افتُتح أول أمس الأربعاء، 11 ماي، مراسيم تسليم بانهاي جائزة «العربة الذهبية (Carrosse dOr)، التي تقدمها جمعية المخرجين السينمائيين تقديرا ل«القدرات الإبداعية والشجاعة واستقلالية الرأي»، التي أظهرها المخرج في أعماله،حسب بيان الجمعية. وقد صدر في حق باناي -الحائز على عدة جوائز دولية، والذي أيّد الزعيم الإيراني المعارض مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية المتنازَع بشأنها في 2009- حكم في دجنبر بالسجن ست سنوات، كما منعته السلطات من إخراج أي أفلام أو السفر إلى الخارج لمدة 20 عاما، بينما صدر في حق راسولوف حكم مماثل. وقال منظما المهرجان جيل جاكوب وتيري فريمو، في بيان، «أنْ يرسلا الفيلمين إلى «كان» في نفس الوقت وفي نفس العام الذي يواجهان فيه نفس المصير فهذا تصرف شجاع يحمل رسالة فنية مدهشة.» وقد دأبت السلطات الإيرانية على اتهام الحكومات ووسائل الإعلام الغربية بتنظيم حملة دعائية ضد الجمهورية الإسلامية.