في الوقت الذي كانت ياسمينة بادو تجيب عن أسئلة ممثلي الأمة بخصوص نقص الأطباء الاختصاصيين ودور الولادة في العالم القروي والإشكالات المسجَّلة على مستوى تطبيق نظام التغطية الصحية الإجبارية، كانت أصوات الأطباء تصدح أمام البرلمان، مساء أول أمس -على امتداد أربع ساعات من الزمن- بشعارات تطالب بإصلاح قطاع الصحة وب»رحيل» ياسمينة بادو، وزيرة الصحة في حكومة الفاسي. وقد صاح الأطباء، الذين وفدوا إلى الساحة المقابلة للبرلمان من مدن مختلفة، في وجه وزيرة الصحة: «كفى احتقارا للطبيب»، «الصحة في خطر». وردد حوالي 1000 طبيب وطبيبة، خلال الوقفة التي انطلقت على الساعة الواحدة ولم تنته إلا على الساعة الخامسة، شعارات من قبيل: «الطبيب يرد إسقاط الفساد»، «هذا عارْ، هذا عار، الصحة في خطر». ومن جانبه، أشاد عبد المالك لهناوي، الكاتب العام للنقابة المستقلة للأطباء، بالحضور المكثف للأطباء، الذين قدِموا من مناطقَ مختلفة من المملكة. وطالب المحتجون، بوزراتهم البيضاء، برحيل ياسمينة بادو عن القطاع، لكن لهناوي اعتبر أن «رحيل بادو لن ينهي مشاكل القطاع لأنها مجرد ممثلة للحكومة»، موضحا أن البلاد في حاجة إلى فتح نقاش حول صحة المواطن. وتابع قائلا، في تصريحات ل«المساء»، إن مشكل قطاع أصبح محتاجا إلى حلول جذرية، لأنه يعيش وضعية كارثية، ومن واجب الطبيب تنوير الرأي العام بخصوصه». وأضاف لهناوي، في تصريح ل«المساء»: «إن هذه الوقفة هي أول رد على جواب الحكومة المغربية على الملف المطلبي للأطباء»، مشيرا إلى أن النقابة ستواصل احتجاجاتها وبرنامجها النضالي ب«مسيرة الغضب»، يوم 25 ماي الجاري، التي رفعت تحدي مشاركة 10 آلاف طبيب وطبيبة. وتابع قائلا: «لم نرضخ ولن نتنازل وسنرفع من سقف مطالبنا». ويأتي تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية في إطار البرنامج الذي سطّرتْه النقابة المستقلة للأطباء للاحتجاج على العرض الحكومي بخصوص الملف المطلبي لهذه الشغيلة، الذي يضم الاعتراف بالدكتوراه في الطب وطب الأسنان والصيدلة كدكتوراه وطنية والإدماج المباشر في الوظيفة العمومية منذ السنة الأولى من الإقامة، مع احتساب سنوات الأقدمية، مع مراجعة التعويضات الممنوحة للأطباء عن دبلوم التخصص. كما تطالب هذه الشغيلة بتحسين ظروف العمل، «الكارثية»، والتي تنعكس سلبا على صحة المواطنين والأطباء، مع الارتقاء بجودة الخدمات الصحية، لإعادة الثقة في المستشفيات العمومية «المهترئة»، التي أصبحت «تضرب كرامة الطبيب والمريض، على حد سواء». وفي سياق ذي صلة، خرج أكثر 1000 ممرض في مسيرة انطلقت من أمام وزارة الصحة في اتجاه البرلمان، من أجل الاحتجاج على وضعيتهم، أمس الخميس، بمناسبة اليوم العالمي للممرض، تحت شعار «مسيرة الوزرة البيضاء من أجل كرامة الممرض»، احتجاجا على أوضاعهم وللضغط من أجل الاستجابة لملفهم المطلبي. وفي هذا الإطار، قال حمزة الإبراهيمي، عضو لجنة التنسيق الوطنية للممرضين وطلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الطبي، إن هذه المسيرة تأتي في إطار يوم احتفالي احتجاجي للتعبير عن الغضب والحنق اللذين يخالجان الممرض. وأضاف أن لجنة التنسيق الوطنية للممرضين وطلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الطبي تطالب بمجموعة من الأمور تتعلق بشروط مزوالة المهنة في القطاع الخاص وبمعادلة دبلوم الممرض للإجازة في السلك والماستر في السلك الثاني، مع فك الارتباط بين المستشفيات الجامعية والموظفين التابعين للدولة واعتماد نظام الوحدات.