نفى حلف شمال الأطلسي مزاعم صحيفة بريطانية بأن وحدات بحرية تابعة للحلف تخلت عن عشرات المهاجرين على متن قارب يغرق في مياه البحر المتوسط، وتركتهم ليواجهوا الموت وحدهم. وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية قد ذكرت أن 61 شخصا، من بين 75 شخصا كانوا على متن القارب، لقوا حتفهم جوعا وعطشا، بالرغم من أن طائرة هليكوبتر تابعة لحلف الناتو رصدتهم، كما رصدتهم إحدى السفن التابعة للحلف. وكان هؤلاء المهاجرون قد خرجوا في قارب صغير من طرابلس فرارا من الحرب الدائرة في ليبيا، وهم في طريقهم إلى إيطاليا.ولكن الوقود نفد من قاربهم قبل وصولهم إلى وجهتهم، كما نفد ما بحوزتهم من ماء وطعام. وأخذ الموت يغيب واحدا تلو الآخر، وكان من بين الموتى أطفال وأمهات، وأصبح من المعتاد أن يطلع الفجر على ركاب القارب وهم بصدد إلقاء جثة جديدة أو أكثر إلى البحر.وكان ركاب القارب قد أجروا اتصالا مع قسيس إيطالي اعتاد مساعدة المهاجرين ويدعى موسي زيراي. هذا القسأكد ل«بي بي سي» أنه نبه سلطات خفر السواحل الإيطالية فوعدت بتولي مسألة القارب، لكنه فقد الاتصال بالمهاجرين في القارب عندما نفد شحن بطارية الهاتف الذي كانوا يتصلون منه. ونقلت «غارديان» عن أحد ركاب القارب، ويدعى أبو كركي، أن طائرة ظهرت فوقهم وألقت لهم زجاجات مياه وبعض عبوات الطعام، ولكن كانت تلك هي نهاية القصة، ولم يشاهد الركاب أحدا يحاول نجدتهم بعد ذلك.وتضيف الصحيفة أن القارب جنح إلى جوار حاملة طائرات تابعة للناتو يوم 29 أو 30 مارس، وقال الناجون إن طائرتين أقلعتا من حاملة الطائرات وحلقتا فوق القارب، بينما كان المهاجرون اليائسون يرفعون جسدي طفلين على وشك الموت جوعا، ولكن لا أحد في حاملة الطائرات لم يبذل جهدا لإنقاذهم. وأوضحت ال«غارديان» أن التحريات التي أجرتها تشير إلى أن تلك السفينة من الأرجح أنها حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.فيما أوضح حلف الناتو في بيان له أنه «كانت هناك حاملة طائرات واحدة تحت إمرة الناتو في تلك المنطقة، وهي السفينة الإيطالية جاريبالدي»، مضيفا أنه «طوال تلك الفترة كانت السفينة جاريبالدي على بعد 100 ميل بحري من منطقة القارب المنكوب، وعليه فإن أي مزاعم عن أن حاملة طائرات تابعة لحلف الناتو قد رصدت القارب ثم تجاهلته وهو يغرق أمر خاطئ بالمرة». وأكد الناتو أن السفن التابعة له مدركة تماما لمسؤولياتها في مجال البحث والإنقاذ والمساعدة لمن هم في حاجة إليها في عرض البحر، وسبق لها أن أنقذت أكثر من 500 شخص في حادثين سابقين يومي 26 و 27 مارس الماضي. يذكر أن أكثر من 30 ألف شخص حاولوا الهجرة من تونس إلى إيطاليا هذا العام هربا من البطالة والاضطرابات السياسية في شمال أفريقيا. وقد توجه العدد الأكبر من هؤلاء إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، التي تحولت إلى معسكر كبير لاستقبال اللاجئين عبر البحر. وخلال الأسبوع الماضي أنقذت قوات خفر السواحل الإيطالية نحو 400 مهاجر بعد أن جنح بهم قارب الصيد الصغير الذي كان يقلهم وارتطم بالصخور.