أعلنت السلطات التونسية فرض نظام حظر التجول خلال الليل في تونس العاصمة والمناطق المحيطة بها. وجاء في بلاغ أصدرته وزارتا الدفاع والداخلية أنه تقرر فرض حظر التجول «لضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم». واتخذت السلطات هذا الإجراء إثر المظاهرات التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين للمطالبة باستقالة الحكومة والدعوة إلى «ثورة جديدة». وقد استخدمت قوات الأمن التونسية الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من هؤلاء المتظاهرين في تونس العاصمة، وذلك بعد أن قاموا بإضرام النار في عدد من السيارات ورشق قوات الشرطة بالحجارة. وندد المتظاهرون كذلك بما اعتبروه استخدام الحكومة للقوة المفرطة في التصدي للتظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية. في غضون ذلك، أعلنت نقابة الصحفيين التونسيين أن 15 من أعضائها تعرضوا للاعتداء على أيدي رجال الأمن أثناء تغطيتهم للتظاهرات. وفي محاولة منها لامتصاص غضب الشارع، قررت الحكومة فصل وزير الداخلية الأسبق فرحات الراجحي من منصبه كرئيس للمفوضية العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وكانت التظاهرات قد اندلعت يوم الخميس الماضي عقب تحذير الراجحي من أن الموالين للرئيس المخلوع قد يمسكون بزمام السلطة من خلال انقلاب عسكري في حال فوز الإسلاميين في الانتخابات المقرر إجراؤها في يوليوز المقبل. وفي تلك الأثناء، أصدرت محكمة تونسية حكما بالحبس لمدة سنتين وغرامة قدرها ألفا دينار في حق عماد الطرابلسي، ابن شقيق زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لإدانته بتعاطي المخدرات. وأفاد مراسل «راديو سوا» بأن المحكمة أحيطت بأعداد كبيرة من المواطنين الذين شكا بعضهم من عدم قدرتهم على الوصول إلى المكان، كما أبدى حقوقيون استغرابهم عدم توجيه تهمة ترويج المخدرات إلى المتهم.