تفاوتت المعلومات حول الطيار الأفغاني أحمد غول، الذي قام بإطلاق النار الأربعاء الماضي داخل قاعدة جوية في كابول، مردياً ثمانية من عناصر الجيش الأمريكي، إذ قال شقيقه إنه مريض نفسياً، نافيا بذلك وجود دوافع سياسية خلف تصرفه، بينما قال أحد معارفه إنه كان رجلاً متديناً. بالمقابل، سارعت حركة طالبان إلى إعلان مسؤوليتها عن العملية، وقالت إنها كانت على تواصل معه، وهو أمر نفته أوساط قيادة حلف شمال الأطلسي. وقال محمد حسين صاحبي وهو شقيق أحمد غول: «ليست لشقيقي أي علاقة بحركة طالبان. أنا أنفي ذلك بشكل قاطع. لقد كان أحمد مصاباً بأمراض نفسية ناتجة عن تعرضه لعدة حوادث تحطم طائرات في العقد الثامن من القرن الماضي». أما جون أحمد، الذي كان في موقع الحادث، فقد قال ل«CNN» إنه نجا بعدما قفز من الطابق الثاني عندما كان الطيار الأفغاني يطلق النار على كل من في الغرفة. وأضاف واصفاً أحمد غول: «كان رجلاً متديناً للغاية. لكنني لست متأكداً مما قيل عن معاناته من أمراض نفسية». من جانب آخر، قال مصدر عسكري أمريكي ل«CNN» إن الهجوم تم داخل قاعة اجتماعات في مقر قيادة القوات الجوية الأفغانية. وقد كانت حماية القاعة من مهمة الجيش الأفغاني، الأمر الذي دفع حلف شمال الأطلسي لفتح تحقيق في هذه الوقائع. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد قدمت رواية ثانية للحادثة، قالت فيها إن مشادة وقعت بين الطيار و زميله من القوات الدولية عندما وقع إطلاق النار وقتل ثمانية من الجنود الأمريكيين، وتاسع يعمل كمتعاقد أمني، في حين قدمت حركة طالبان رواية ثالثة مختلفة كلياً عن السابقتين، إذ ذكرت أن أحد عناصرها، ويدعى عزيز الله، نفذ عملية انتحارية ضد وحدة عسكرية أفغانية، «ونجح في قتل العديد من الجنود الأفغان والدوليين». وقدرت الحركة حصيلة العملية ب15 قتيلاً. وسبق للحركة المتشددة أن تبنت مسؤولية عدد من الهجمات، التي أوقعت قتلى بين صفوف الجيش الأفغاني والتحالف. وفي 16 أبريل الجاري، لقي خمسة جنود أمريكيين من قوات «إيساف» مصرعهم في عملية انتحارية في قاعدة عسكرية شرق أفغانستان، فيما وصفه الناتو بأنه «أعنف هجوم ضد القوات الدولية»، منذ فترة من الوقت، في عملية تبنتها طالبان، وزعمت بأن حصيلتها هي اثنا عشر قتيلاً. وكان الانتحاري قد فجر نفسه داخل قاعدة عسكرية بمنطقة «غمبيري» بإقليم «لاقمان» شرق أفغانستان .وزعمت طالبان، على لسان الناطق باسمها، أن اثني عشر جندياً من قوات التحالف، إلى جانب أربعة من الجنود الأفغان، قتلوا في الهجوم. ورغم الحملة الدولية التي قادتها الولاياتالمتحدة أواخر عام 2001 لمكافحة الإرهاب والإطاحة بنظام طالبان واجتثاث القاعدة، فإن تلك القوات الدولية تواجه مقاومة شرسة من المليشيات المسلحة، التي أوقعت بين صفوفها خسائر بشرية قياسية العام الماضي.