لم تكن (س) تعلم أن مجيئها من نواحي الريف إلى مدينة تيفلت لدى أهلها لقضاء عطلة عيد الأضحى ولقاء أسرتها وصديقاتها، سيكون سببا لاقترافها جريمة قتل غير منتظرة بعدما حاولت الدفاع عن نفسها ورفضها طلب بعض الشبان الذي ألح على تحرشاته المستمرة بغرض ممارسة الجنس معها. وهي التي تشتغل كراقصة لإعالة نفسها وأسرتها الصغيرة الفقيرة، هذه الجريمة ستجرها خلف أسوار السجن، بعدما وجهت طعنات قاتلة للشاب الذي لقي حتفه من طرفها. وهو الخبر الذي استفاقت عليه ساكنة المدينة وخلف ردود فعل، بعضها تعاطف معها، على اعتبار أنها كانت تدافع عن نفسها وشرفها، والبعض الأخر استنكر فعلتها الإجرامية، خاصة أسرة الشاب الذي رغم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي بالرباط، لتلقي العلاجات الأولية الضرورية، لقي حتفه، ليبدأ مسلسل التحقيق وفك لغز الجريمة ومسبباتها. تمكنت عناصر الفرقة المحلية للضابطة القضائية بتيفلت، من فك لغز جريمة قتل تعرض لها شاب يقطن بحي الرشاد ليلة عيد الأضحى المبارك، على يد فتاة تسمى (س.خ) تمتهن الرقص بالمدينةالمحتلة مليلية، والتي وجهت إليه طعنات قاتلة، لم تمكنه من النجاة بعد نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط وهو على متن سيارة الإسعاف، حيث وجهت إليها تهمة الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى الموت رفقة شخص آخر يدعى (خ.ب) من ذوي السوابق العدلية من أجل القتل العمد والمساهمة ومحاولة السرقة، بتهمة الاتجار في مخدر الشيرا، بعد إحالتهما على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. وقائع الجريمة تعود وقائع هذه الجريمة، إلى يوم قبل حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك، إذ في حدود الساعة العاشرة ليلا، بعد توصل المصالح الأمنية بإشعار مفاده وجود أحد الأشخاص بالمستشفى المحلي مصابا بجروح في صدره تستدعي نقله على وجه السرعة إلى مدينة الرباط لخطورة إصابته. وهو الأمر الذي حتم على العناصر الأمنية الانتقال إلى مسرح الجريمة، والاهتداء إلى هوية الضحية المسمى قيد حياته (ز.ط) من مواليد 1982 عازب. فتم ربط الاتصال في بداية الأمر بوالده الذي رافقه على متن سيارة الإسعاف. والذي أفاد في بداية الأمر أن ابنه تعرض للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض من قبل المسماة (س.خ)، وأنه مصاب بجرح في القلب وبخدوش في عنقه. ولتعميق التحقيقات، انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى حي الرشاد، بهدف إيقاف المشتكى بها التي اختفت عن الأنظار. فتم الاهتداء إلى منزل والدتها المسماة (ع.ح) والتي أوضحت أن ابنتها (س) خرجت من المنزل حوالي الساعة الثالثة زوالا لاقتناء الفواكه ورجعت حوالي الساعة السادسة، ومكثت زهاء ربع ساعة تم خرجت من جديد، وأثناء إجراء تفتيش بجميع مرافق المنزل لم يتم العثور على المشتكى بها، وتم حث والدتها على ضرورة إحضارها أو الاتصال بالمصلحة الأمنية فور حضورها. عيد ليس كالأعياد لم يكن يوم عيد الأضحى المبارك، كسائر الأعياد الأخرى بالنسبة إلى عناصر الأمن بالمدينة، إذ على الساعة الخامسة والنصف صباحا، تلقت نفس العناصر، مكالمة هاتفية من مستشفى ابن سينا، مفادها وفاة الضحية متأثرا بجروحه، وتحت إشراف رئيس المفوضية تم الانتقال إلى حي الرشاد، مسرح الجريمة، وتم إجراء تحريات موسعة الهدف منها إيقاف الجانية. ليتم الاهتداء إلى مكان تواجدها بأحد المنازل المجاورة لسكناها، حيث ثم ربط الاتصال بالمسمى (ر.م) الذي تم استفساره عن الفتاة، التي أكد لرجال الشرطة بخصوصها، أنه التقاها وأخبرته بأنها على خلاف مع والدتها ولا ترغب في قضاء الليلة معها وسمح لها بالمبيت بمنزل والديه المتواجد بالطابق السفلي. وأنه بالفعل تم العثور على المتهمة بإحدى الغرف وإلى جانبها سكين متوسط الحجم. ابن الجيران (ر.م)، أفاد بأن السكين تخصها واستعملتها في طعن الضحية وتمت معاينة آثار بقع دم صغيرة بنصل السكين من الجهتين. رقص ودعارة وقتل أثناء تعميق البحث من طرف المحققين الذين تجندوا لفك لغز هذه الجريمة التي اهتز لها السكان، قدمت المتهمة (س.خ) نبذة قصيرة عن حياتها الاجتماعية، منذ خروجها من الدراسة إلى غاية سفرها إلى الديار الإسبانية والبحرين والإمارات العربية من أجل التعاطي للرقص والفساد ورجوعها إلى أرض الوطن، لتستقر بمنزل والدتها بحي الرشاد. وشرعت من جديد تتعاطى الفساد مع الراغبين في إشباع رغباتهم الجنسية مقابل توصلها بالنقود. وأوضحت في اعترافاتها، أنها يوم وقوع الاعتداء، خرجت من المنزل بغية التبضع واقتناء الفواكه والمشروبات الغازية، وأثناء رجوعها، وبمكان مظلم، اعترض سبيلها أحد الشبان الذي تجهله وبرفقته المدعو (خ.ب) وطلب منها مرافقته من أجل ممارسة الجنس معه، لكنها رفضت طلبه مما جعله يثور في وجهها وشرع في ركل كيس التبضع الذي كان بحوزتها، كما شرع في سبها، وهي اللحظة التي غادر فيها زميله المكان وتركهما معا. لكن الشاب، حسب أقوالها، أصر على أن تمارس معه الجنس، وتفوه في حقها بعبارات جارحة ومستفزة. وبدورها بادلته السب والشتم، حينها تظاهر الضحية بأنه سيشهر شيئا من خلف ظهره وأنه سيعرضها لسوء المصير، وهي اللحظة التي أشهرت فيها سكينها المحجوز، والذي اعتادت حمله كلما قدمت من السفر وتوجهت وسط حي الرشاد الحي الشعبي الذي يعرف تواجد مجموعة من المنحرفين، والذي تحمله معها كوسيلة للدفاع عن نفسها. ووجهت له ضربة إلى خده الأيسر ولما حاول مقاومتها وجهت له طعنة قوية اتجاه قلبه أصابته خلالها بجروح وتعقبها بضعة أمتار، لكنها تابعت طريقها إلى منزلها. وأضافت المتهمة أنها لما شاهدت الضحية يتعقبها لم تدخل إلى المنزل، بل توجهت إلى مكان بالخلاء غير بعيد عن المنزل وبقيت به بعض الوقت إلى حين انصراف الضحية، لكنها شاهدت سيارة الإسعاف تحضر إلى عين المكان لنقل الضحية، حينها علمت أنها عرضته لجروح خطيرة. بعد ذلك توجهت إلى منزل والدتها وأخبرتها بالموضوع ثم خرجت بعد أن أخذت جواز سفرها وبعض النقود التي كانت تخفيها بين ملابسها داخل الدولاب مخافة إيقافها من قبل الشرطة. وصرحت بأنها بالقرب من منزلها التقت ابن الجيران وأخبرته بأنها على خلاف مع والدتها ولا تود قضاء الليلة معها ليسمح لها بقضاء تلك الليلة بمنزل والديه، وبقيت بمفردها بالمنزل، حيث قامت بغسل السكين، أداة الجريمة، من دم الضحية بسبب نزاع بينهما حول رفضها ممارسة الجنس معه بحجة صغر سنه.