يواصل طلبة شعبة التربية البدنية والرياضة في المدرسة العليا للأساتذة في الدارالبيضاء، منذ الخميس الماضي، اعتصامهم المفتوح بمقر إدارة المدرسة، احتجاجا على سلوك أحد الأساتذة وتصرفاته تجاههم ومعاملاته، التي وصفها ممثل الطلبة ب«الانتقامية»، من خلال منحه نقطا موجبة للرسوب، والتي ذهب ضحيتَها بعض الطلبة ورهنت مستقبلهم. وقد استنكر بعض الطلبة، الذين وضعوا صفحة على «فيسبوك»، يطالبون من خلالها برحيل الأستاذ المعني، ما صدر عن هذا الأخير تجاه عدد منهم، مهددا إياهم بتكرار السنة وبأنْ لا قوة يمكنها أن توقف رغبته في ذلك، وهو ما اعتبره الطلبة، حسب تصريح بعضهم ل«المساء»، «تحقيرا لهم» و«إرهابا نفسيا» يمارَس عليهم، بل إن الأستاذ المعني يعمد إلى خصم بعض النقط منهم كلما تغيبوا لأسباب مرضية أو سجلوا تأخرا لبضع دقائق عن القسم، بل إنه هددهم، يقول ممثل الطلبة: «لقد تلقينا تهديدا منه بخصم نقطتين إذا شاركنا في الاعتصام الذي ننفذه الآن». وأكد الطلبة أنهم «جسد واحد» وأنهم عازمون على الاستمرار في التصعيد إلى أن تتحقق مطالبهم التي سطروها في تظلماتهم التي توصلت بها إدارة المؤسسة. وقد ردد الطلبة شعارات استنكرت ما يتعرضون له، كما سجلت سبع حالات إغماء في صفوف المحتجين، من بينهم طالبة أستاذة حامل، وتم نقل الجميع إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وكل ذلك احتجاجا على سلوك الأستاذ المعني الذي يتشبثون برحيله قبل فكّ الاعتصام والعودة إلى الدراسة التي سبقتها جلسات طويلة ومتعددة للحوار لم تعط أي نتيجة تذكر. «صامد، صامد يا طالب، لو دمي سالْ.. دمي من أجل حقوقي ينزف شلالْ» «غاتشعل، غاتشعلْ، نار الطالب غا تشعل».. هي بعض الشعارات التي تم ترديدها من طرف الطلبة للمطالبة برحيل أستاذهم، الذي قالوا إنه أصبح «كابوسا» يحرمهم من النوم، علما أنهم مقبلون على أن يكونوا أساتذة للتعليم الثانوي. وندد الطلبة بتواضع البنيات التحتية في المؤسسة، إضافة إلى نقص في الأساتذة المؤهلين وكذلك «تعسف» الأستاذ المعني على الطلبة من خلال تعقيد المساطر الإدارية وعدم تمكين بعض الطلبة من استيفاء بعض المواد لثنيهم عن مطالبتهم بأدنى حق لهم ومنح طلبة آخرين معدلات موجبة للرسوب، للانتقام منهم. وهدد الطلبة برفع دعوى قضائية ضد الأستاذ المعني، بسبب ما أفضت إليه سلوكاته من ضرر نفسي بالغ بالطلبة، ومن تم الدخول في إضراب عن الطعام وتنظيم مسيرة احتجاجية خارج المؤسسة. ودعا الطلبة الإدارة إلى التدخل لفض المشكل وتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة انطلاقا من أنهم طلبة مدرسة عليا ويعول عليهم في إنجاح أوراش إصلاح المنظومة التعليمية. وأكد مدير المدرسة العليا للأساتذة أن ما يصرح به الطلبة لا ينبني على أي أساس، مؤكدا أن «الأستاذ المعني يقوم بوظيفته بشكل تام وأن الطلبة الذين شاركوا في الامتحان اجتازوه بشكل عادي ومن لم يجتزْه منهم حُرموا من النقطة، وهو أمر طبيعي». وأضاف المدير أن الإدارة راسلت جميع الجهات المسؤولة، وعلى رأسها الوزارة الوصية، من أجل إيجاد حل توافقي يرضي جميع الأطراف، علما أن المؤسسة لا يمكنها أن تستغني عن خدمات الأستاذ المعني، الذي عمل 20 سنة في هذه المؤسسة. كما اتصلت «المساء» بالأستاذ المعني وأكد لها أن المسألة لا تتعلق به وحده، بل إن جميع أساتذة المؤسسة معنيون بما يقوم به الطلبة، بمن فيهم الإداريون، وهو ما نفاه بعض الطلبة ل«المساء». وأضاف الأستاذ نفسه أنه من المنتظَر أن يُنظَّم اجتماع سيصدر على إثره بلاغ باسم جميع الأساتذة لتفنيد ما يدّعيه الطلبة.