دخل طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، التابعة لجامعة محمد الأول في وجدة، منذ صباح يوم الاثنين، 28 مارس الأخير، في اعتصام مفتوح في مقر إدارة المدرسة، احتجاجا على سلوك أستاذ وبعض الأساتذة الإداريين وتصرفاتهم تجاههم ومعاملاتهم «الانتقامية»، بمنح نقط سيئة ذهب ضحيتَها بعض الطلبة ورهنت مستقبلهم، حسب تصريح الطلبة أنفسهم ل»المساء»، التي زارتهم في معتصمهم. واستنادا إلى بيانهم الثالث، الصادر يوم الأربعاء، 30 مارس الأخير، الذي استنكر ما صدر عن مدير المؤسسة تجاه الطالب محمد الصادقي، مستعملا في ذلك ورقة تكراره السنة الثالثة لتهديده، بطريقة غير مباشرة، وعبّروا عن تحفظهم على استهدافه أشخاصا بعينهم، مؤكدين أنهم «جسد واحد» وأنهم لن يرضوا بأن يُمَسّ أي عضو منه وأنهم عازمون على الاستمرار في تصعيد النضال إلى أن تتحقق مطالبهم التي سطروها في بيانهم المذيل ب258 توقيعا من مختلف مستويات المدرسة العليا، تتوفر «المساء» على نسخة منه، «وبدل الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها الإدارة والأساتذة، سلكا سياسة القمع والتهديد والوعيد والانتقام، بإصدارهم محضرا موقعا من طرف أساتذة أعضاء اللجنة التربوية يدعو الطلبة إلى تقديم الاعتذار، كتابة وموقعا، وإلا تم تطبيق إجراءات تأديبية في حقهم» . ولم يكفّ الطلبة، طيلة أيام الاعتصام المفتوحة إلى حين الاستجابة لمطالبهم، عن ترديد شعارات استنكارية، حاملين الراية الوطنية وصورة الملك محمد السادس، احتجاجا على سلوك أحد الأساتذة يتشبثون ب»رحيله»، قبل فكّهم الاعتصام والجلوس إلى طاولة الحوار التي سبقتها جلسات طويلة ومتعددة لم تُؤتِ أكلا. «هذا صوتْ الطلبة، من المدرسة الوطنية، للتسيير والتجارة، على الحالة المزرية»، و«عْلاشْ جينا واحتجينا، العربي تعدى عْلينا»، و«غا تشعل غا تشعل، نارْ الطالب غا تشعل»، و«إدارة التماطل، وطول الانتظار بالليل والنهار والصبحْ والأبكارْ، إدارة المحسوبية عديمة المسؤولية».. شعارات تم ترديدها، بصخب وغضب، على إيقاع واحد منتظم ومتواصل. كما تمّ رفع مطالب، من بينها ضرورة «رحيل» أحد الأساتذة «تؤثث» سلوكَه وتصرفاته عبارات الشتم والسب وإجراء مكالمة أثناء الحصة ومطالبة الطالبات بالضحك «باش المرا اللي كانهضرْ معاها، تعرفْ باللّي راه البناتْ زويناتْ في ENCG»، حسب قوله. وأكد طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في وجدة ل»المساء» أنه، في إطار خطواتهم التصعيدية المستمرة لليوم الرابع على التوالي، بعد مجموعة من الوقفات المنددة بتصرفات بعض الإداريين وبعض الأساتذة، وبعد اعتصام دخل يومه الرابع، يستمر «نضالنا إلى حين تحقيق مطالبنا العادلة بأشكال أخرى وطرق جديدة وخطوات أكثر نضالية، ستبدأ بإضراب عن الطعام ومسيرة نحو مقر ولاية الجهة الشرقية»، داعين الإدارة إلى تحقيق مطالبهم، «العادلة والمشروعة»، في أقرب الآجال، حرصا على عدم توتر الأوضاع أكثر، من أجل الرقي بمستوى التعليم في المغرب، «خصوصا أننا طلبة مدرسة عليا ويعول علينا لبناء المغرب الجديد، مغرب الديمقراطية الحقّة». ومن جهته، أكد البكاي كساب، مدير المؤسسة، وبعض الأساتذة أن «باب الحوار مفتوح، بل تمت مباشرته مساء يوم الاثنين، 28 مارس 2011، عند بدء الاعتصام، على أساس فتح نقاش لإيجاد حلول المشاكل العالقة والتعهد بتنفيذها، لكن رفض الطلبة حال دون ذلك»، مشيرين إلى أن مطلب الطلبة ربط شرط فتح الحوار ب»رحيل» الأستاذ المعني غير مطروح وغير قابل للتحقيق. وذكروا أن «عددا من الالتزامات تم الوفاء بها، لكن المشكل يتسبب فيه هؤلاء الطلبة المحتجون، الذين لا يتجاوز عددهم ال100 من المستويات الثلاثة ولم يتمكن إلا 25 في المائة منهم من المصادقة على وحداتهم، بحكم أن هناك مرحلة انتقالية، حيث كانوا في السابق مؤطَّرين من طرف أساتذة متعاقدين «يتساهلون» في التقييم، في الوقت الذي يُدرّس في مدرسة هذا الموسم أساتذة رسميون قادمون من كليات ومؤسسات عليا وصعب «تأقلم» الطلبة مع تقييمهم الحقيقي والعادل.