«ياعامل ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح»، «هذا عار هذا عار باركا من الاحتقار»، «سوى اليوم سوى غدا الحقوق ولابد»، «هذا تعليم طبقي ولاد الشعب فزناقي»، «حقوقي حقوقي دم في عروقي لن أنساها ولو أعدموني». هذه بعض الشعارات التي رفعها المشاركون في فاتح ماي «عيد العمال» الذي خلدته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يوم أمس الأحد، بساحة عشرين غشت بالدارالبيضاء، تحت شعار «عائدون عائدون نحن على العهد»، والتي عبر فيها المشاركون من مختلف الشرائح والتلاوين الاجتماعية عن مطالبهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها وفي مقدمتها الرفع من الأجور وتحسين نظام التقاعد، والتي كانت من بين الأسباب التي جعلتهم يرفعون أصواتهم، منددين بتردي حالتهم الاجتماعية. وقد أكد نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، في كلمة ألقاها بمناسبة هذا اليوم، في ضرورة إجراء إصلاحات اجتماعية عميقة وذلك بالحد من التفاوت الطبقي والتوزيع العادل للثروات ومحاربة كل أشكال التملص الضريبي وأضاف خلال تدخله، أنه من الضروري وضع استراتيجية، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى مجموع الإخفاقات التي يعيشها المغرب وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والتماسك، حيث أكد على المراجعة الشاملة للدستور وذلك بإقرار ملكية ديمقراطية برلمانية، من خلال دعم دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون. وما ميز فاتح ماي لهذا العام هو حضور أعضاء من تنسيقية حركة 20 فبراير بالدارالبيضاء، حيث عملت على توزيع منشورات الوقفة التي نظمتها زوال يوم أمس الأحد أمام العمالة الحضرية بالدارالبيضاء والتي عرفت مشاركة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. ومن جهته طالب ميلود مخاريق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، صباح أمس الأحد، أمام الآلاف من منتسبي النقابة، بضرورة القطيعة الفعلية مع كل أشكال الفساد وتزوير الإرادة الشعبية وبإجراء إصلاحات سياسية ودستورية عميقة تضمن فصلا حقيقيا للسلط. وقال مخاريق، إن المغرب أضاع وقتا ثمينا في التلاعب بالديمقراطية وإن كل السياسات المتتالية وفرت مجالا خصبا للانتهازيين والوصوليين والمحظوظين مما ساهم في تكريس سياسة الريع، مسجلا في كلمته باسم نقابة الاتحاد المغربي للشغل، أنه لا توجد حكومة مغربية تعبر عن إرادة الشعب الحرة ولا مراقبة حقيقية شعبية كانت أم برلمانية على العمل الحكومي. ولم تمنع الأجواء الممطرة بمدينة الدارالبيضاء، المنتسبين إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل من الحضور والمشاركة في أول عيد للشغيلة المغربية بدون حضور الزعيم التاريخي للنقابة المحجوب بن الصديق، الذي غيبه الموت السنة الفارطة، فيما سجل حضور كل من محمد الأبيض رئيس حزب الاتحاد الدستوري ونبيل بنعبد الله وعبد الواحد سهيل القياديين بحزب التقدم والاشتراكية. وكانت حركة 20 فبراير حاضرة بقوة خلال احتفالات نقابة الاتحاد المغربي للشغل بفاتح ماي، وأعطت زخما ونفسا جديدا لاحتفالات ماي ومناصري الاتحاد المغربي للشغل. هذه الأخيرة، جددت مساندتها لحركة 20 فبراير السلمية ودعمت مطالبها كجزء من مطالب الطبقة العاملة. كما استنكر الاتحاد المغربي للشغل الأعمال الإجرامية التي استهدفت أبرياء بمدينة مراكش، معبرا عن رفضه لكل أساليب الإرهاب والهمجية التي تستهدف النيل من بلادنا وشعبنا. وبدوره نظم فريق بالفيدرالية الديمقراطية للشغل الذي يرأسه عبد الحميد فاتيحي مسيرة فاتح ماي بمدينة الدارالبيضاء وبالضبط بساحة السراغنة بدرب السلطان تحت شعار «البناء الديمقراطي رهين بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي». وخلال هذه المسيرة التي حضرتها عن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عائشة لخماس، رفعت شعارات بعضها مستوحى من الشعارات التي أطلقها شباب «20 فبراير» من قبيل «اسمع صوت الشعب والمغرب أرضي حرة.. والفساد يطلع برا». كما رفعت شعارات أخرى مثل «هذا تعليم طبقي.. أولاد الشعب في الزناقي»، و«هذا مغرب الكفاءات..ماشي مغرب الفاميلات»، و«لا حياد لا حياد.. والفساد يخوي البلاد، والحكرة تخوي البلاد». كما رفع شعار مندد بالعملية الإرهابية التي استهدفت مدينة مراكش يوم الخميس الماضي والتي راح ضحيتها مغاربة وسياح أجانب «الإرهاب برا برا.. والمغرب أرضي حرة». كما رفعت شعارات ضد الوزير الأول عباس الفاسي من قبيل «يا عباس.. يا فاسي.. يا سبب المآسي». وانتقد عبد الحميد فاتيحي في كلمته الحوار الاجتماعي ونتائجه. وقال «خلافا للمنهجية المتفق عليها في الجلسة الافتتاحية للحوار الاجتماعي برئاسة الوزير الأول، بالاشتغال ضمن لجنتين، إحداهما للقطاع العام والأخرى للقطاع الخاص، فإن اللجنتين لم تعقدا إلا اجتماعين فقط استمعت فيهما الأطراف الحكومية إلى المطالب النقابية ومقترحاتها، وفوجئ الجميع بنقل الحوار إلى مستوى آخر بين الوزير الأول والكتاب العامين للمركزيات النقابية وعبر مذكرات مطلبية كما فوجئ بالنتائج المعلن عنها». وانتقد عدم لجوء المركزيات النقابية إلى أجهزتها التقريرية للبت في نتائج الحوار الاجتماعي قبل أن تقوم الأجهزة التنفيذية بالاتفاق عليها. ولم يمنع هطول الأمطار بغزارة الجمهور من المشاركة، منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد، في المهرجان الخطابي الذي نظمه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تحت شعار «دستور ديمقراطي من اجل مغرب الكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية». وعرفت المسيرة والمهرجان الخطابي حضورا مكثفا قدر بحوالي 70 ألف شخص الذين جابوا شارع أبي شعيب الدكالي بمقاطعة الفداء، وشاركت فيها التنظيمات الإسلامية المغربية التي أطلقت «نداء الإصلاح الديمقراطي»، وهي حركة التوحيد والإصلاح الممثلة برئيسها محمد الحمداوي، وحزب العدالة والتنمية الممثل من طرف أمينه العام عبد الاله بنكيران، ومحمد يتيم رئيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى جانب شبيبة العدالة والتنمية ومنظمة التجديد الطلابي ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية. ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تندد بالإرهاب من قبيل «الإرهاب محرم شرعا، مرفوض إنسانيا، مدان شعبيا». ومن جهة أخرى، ردد المتظاهرون شعارات «إسلامية» من قبيل «الشريعة الإسلامية هي سبيل للتنمية»، و»بفضلك مولانا جد علينا واهلك من طغى وتجبر علينا».