تمكنت وزارة الداخلية من تحديد هويات سبعة قتلى من بين ال15 شخصا الذين راحوا ضحية العملية الإرهابية التي استهدفت مقهى أركانة المطل على جامع الفنا الشهير بمراكش. ووفق بلاغ رسمي لوزارة الداخلية، فإن السلطات الأمنية المغربية تمكنت من تحديد هويات مغربيين اثنين وفرنسيين وكنديين وهولندي واحد. كما أفاد البلاغ بأن الشرطة العلمية مازالت تواصل بحثها من أجل تحديد هويات باقي الضحايا. عثر الأطباء، الذين أشرفوا على العمليات الجراحية المستعجلة لضحايا تفجير مقهى أركانة بمراكش، زوال أول أمس الخميس، على مسامير وكرات حديدية صغيرة (لدون)، في أماكن متفرقة من أجساد الضحايا، مما يرجح أن العبوة كانت تتكون من متفجرات وقطع فولاذية. وأكد بعض الأطباء، الذين أشرفوا على عمليات تخص العظام والمفاصل والحنجرة والجهاز الهضمي وجراحة القلب والشرايين والجراحة العامة، في اتصال مع «المساء» أن جل الضحايا الذين تم نقلهم إلى أقسام المستعجلات تعرضوا لإصابات بليغة بفعل قوة الانفجار. كعادته، وصل «عبد الكبير.ن» إلى مقر عمله بمطعم أركانة، المطلة على ساحة جامع الفنا الشهيرة، في حدود الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة. بدأ الزبناء وأغلبهم أجانب يفدون على المطعم لتناول وجبة الغداء. لم يكن عددهم يتجاوز حينها الأربعين زبونا. يقول «عبد الكبير.ن»، الذي اشتغل بالمطعم سنوات طويلة، مكنته من التعرف على زبناء من مختلف البلدان يقصدون هذا المطعم، كلما حلوا بمدينة مراكش، «كانت الأجواء عادية جدا، لم ألاحظ أي تحرك غريب، لأي زبون من الزبائن. دخلت مطبخ المطعم الموجود بالضفة الأخرى لقاعة الأكل من أجل تحضير الكؤوس والصحون التي أحتاجها لخدمة زبنائي»، بينما بقي زميله في العمل «ياسين.ب» صحبة الزبناء بقاعة الأكل. بعد خمس دقائق فقط، سمع «عبد الكبير.ن» انفجارين قويين، تلاهما صراخ الناجين من الحادث. الكل اعتقد أن الأمر يتعلق بقنينة غاز، لكن الفاجعة كانت أكبر من ذلك. لم يصدق «عبد الكبير.ن» عينيه، وهو يشاهد عشرات الجثث تحترق، بل منها ما انفصل رأسها عن جسدها.