أقدم مسؤول أمني على الانتحار، مساء أمس، بالقنيطرة، عندما قام بإطلاق عيار ناري على نفسه من سلاحه الشخصي، أرداه قتيلا في الحال. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الأمر يتعلق بمفتش ممتاز سابق، يدعى «ح أ»، متزوج وأب لثلاثة أطفال، نجح في الارتقاء إلى رتبة ضابط شرطة خلال الاختبارات الأخيرة، وكان يعمل ضمن فرقة الأخلاق العامة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة. وكشفت مصادر مقربة من الضحية، أن هذا الأخير لم يكن يعاني من أي ضغوط أو اضطرابات نفسية، وكانت تصرفاته جد طبيعية، حيث عُرف بطيبوبته ودماثة أخلاقه وسلوكه الحسن وعلاقاته الجيدة مع جيرانه ومعارفه. وقالت المصادر ذاتها إن خبر انتحاره فاجأ الجميع، سيما زملاؤه في العمل الذين أكدوا أن الضابط المنتحر كان يتصرف بشكل طبيعي يوم الحادث، وزاول مهامه على أكمل وجه، حيث تكلف بتقديم أحد المعتقلين أمام وكيل الملك لدى ابتدائية القنيطرة، ولم يبد عليه حينها ما يمكن أن يثير الشبهات. وقال مصدر أمني، إن كبار المسؤولين القضائيين والأمنيين حلوا بمنزل الضابط المنتحر بمنطقة أولاد أوجيه فور إشعارهم بالخبر، حيث وجدوا الضحية مضرجا في دمائه بغرفة نومه، واتضح بعد معاينته أنه فارق الحياة، ليتم نقله إلى المستودع البلدي للأموات. وأضاف المصدر نفسه أن الجهات المختصة باشرت عمليات التحقيق في الحادث، في الوقت الذي قامت عناصر الشرطة العلمية بجمع كل المعطيات من مسرح الجريمة، والتي من شأنها أن تميط اللثام عن الدوافع الحقيقية لهذا الانتحار الغامض. وتشير بعض المعلومات إلى أن المحققين الأمنيين عثروا بجانب جثة الضحية على رسالة مكتوبة بخط يده لم يُكشف عن محتواها، حيث لا زالت أسباب انتحاره مجهولة.