طالب حلف شمال الأطلسي «ناتو» المدنيين الليبيين بالبقاء على مسافة معقولة من أماكن تمركز القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، لتقليص خطر إصابتهم جراء هجمات الحلف. وقال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد، قائد القوات العسكرية الدولية في ليبيا، إن طياري الناتو «يذهبون إلى مسافات كبيرة للغاية» من أجل تقليص الخطر بالنسبة إلى المدنيين لدى قصف الأهداف، غير أن بوتشارد قال في بيان إنه «لا يمكن خفض الخطر إلى الصفر». ومن جهتها، وعدت فرنسا المعارضين الليبيين بتكثيف الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وإرسال ضباط اتصال عسكريين لمساعدتهم بينما يحتدم القتال في مدينة مصراته المحاصرة. وقال مصدر في إدارة أوباما، أول أمس، إن واشنطن ستخصص 25 مليون دولار لتقديم مساعدات غير عسكرية إلى المعارضة في ليبيا، وذلك لشراء «سيارات وناقلات ومخازن للوقود وسيارات للإسعاف ومناظير ومحطات إذاعة متنقلة». أما ميدانيا، فقال التلفزيون الليبي الحكومي، في ساعة مبكرة من يوم أمس الخميس، إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 بجروح في غارة شنها حلف شمال الأطلسي على منطقة خلة الفرجان في العاصمة طرابلس. وقال التلفزيون نقلا عن مصدر عسكري: «تعرضت منطقة خلة الفرجان بمدينة طرابلس إلى قصف العدوان الاستعماري الصليبي بأربعة صواريخ، ونتج عن القصف استشهاد 7 وجرح 18 آخرين». مقتل صحفيين بمصراته قالت اللجنة الطبية في مدينة مصراته، غربي ليبيا، إن صحفيين، أحدهما بريطاني والآخر أمريكي، قُتلا وأصيب صحفي بريطاني آخر بجروح خطيرة في قصف نفذته كتائب العقيد معمر القذافي على شارع طرابلس وسط المدينة. وقد أدانت لجنة حماية الصحفيين الحادث، فيما طالب البيت الأبيض جميع حكومات العالم بحماية الصحفيين. وأضافت هذه المصادر أن الصحفي والمخرج البريطاني تيم هيذرنغتون قتل فورا أثناء القصف، بينما فارق الأمريكي كريس آندروز الحياة متأثرا بجراحه. ويرقد البريطاني الثالث في حالة حرجة في وحدة الرعاية المركزة في مستشفى مصراته. وكان الثلاثة ضمن مجموعة فاجأتها قذائف هاون في شارع طرابلس الرئيسي المؤدي إلى وسط مصراته ومسرح المعارك بين المعارضين وكتائب القذافي. وقال المصور الإسباني جيليرمو شيرفيرا: «كان الوضع هادئا وكنا نحاول أن نبتعد، ثم سقطت قذيفة مورتر وسمعنا انفجارات». يذكر أن هيذرنغتون فاز بجائزة أحسن صورة صحفية في العالم لعام 2007 وغطى الأحداث السياسية والأمنية في سيراليون ونيجيريا وليبيريا، وشارك في إنتاج عدة أفلام وثائقية، ورشح فيلمه «ريستريبو» عن الحرب في أفغانستان لجائزة أوسكار. وأصدرت عائلته البريطانية بيانا قالت فيه إنها علمت بحزن شديد نبأ وفاته وإن ذكراه ستبقى «بفضل صوره الرائعة وفيلمه الوثائقي المرشح لجائزة الأوسكار». أما آندروز فهو مصور أمريكي غطى الأحداث في كوسوفو وأنغولا وسيراليون وليبيريا وأفغانستان وكشمير وفلسطين والعراق. وكان آندروز حصل على ميدالية روبرت كابا الذهبية لعام 2005 ورشح عمله في ليبيريا لجائزة بوليتزر. انتشار للقوات الجزائرية على حدود ليبيا
قال وزير الداخلية الجزائري محمد ولد قابلية إن بلاده دفعت بقوات كبيرة إلى حدودها مع ليبيا حيث تجري مواجهات عنيفة بين المعارضة والنظام الليبي دخلت شهرها الثالث، في وقت ربط فيه مساعد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بين تصاعد هجمات القاعدة في الجزائر ووضع ليبيا المتأزم. وقال ولد قابلية للإذاعة الرسمية، أول أمس الأربعاء، إن الحكومة الجزائرية عززت وجود الأجهزة الأمنية على حدودها الشرقية، على مسافة ألف كيلومتر لتصل حتى منطقة الساحل الإفريقي. وألمح إلى احتمال وجود علاقة بين تصاعد هجمات الجماعات المسلحة في الجزائر في الأيام الأخيرة وإمكانية حصول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على أسلحة من ليبيا. وقال إن الأمر يبقى احتمالا، وهناك فعلا فرصة لتسلل الأسلحة عبر الحدود الليبية. وقتل في الجزائر منذ الخميس ما قبل الماضي نحو عشرين عسكريا في هجمات، وهو تصاعد لافت لهجمات المسلحين، وأغلبهم من قاعدة المغرب الإسلامي. إيطاليا ترسل 10 مستشارين عسكريين أعلن وزير الدفاع الإيطالي إغنازيو لا روسا أن روما سترسل 10 مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار في ليبيا، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء نتيجة المباحثات الهاتفية بين رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون. كما أعلن لا روسا أن القوات الغربية قد تحتاج إلى تصعيد تدخلها في ليبيا مع بقائها ملتزمة بشروط القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي. وقال الوزير الإيطالي للصحفيين في روما، أول أمس الأربعاء، إن العقيد معمر القذافي لن يترك السلطة إلا إذا أجبر على ذلك. وأضاف أن الأسلحة المتاحة لقوات القذافي أكثر تطورا من أسلحة المعارضة. ويذكر في هذا السياق أن بريطانيا قررت يوم الثلاثاء الفارط إرسال عدد من المستشارين العسكريين لمساعدة المعارضة في ليبيا، وقررت فرنسا هي الأخرى إرسال 10 مستشارين عسكريين لدعم المعارضة في ليبيا. اضطرابات تؤجل القمة العربية مجددا أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أول أمس الأربعاء، تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر أن تُعقد في العاصمة العراقية بغداد، في 11 مايو المقبل، وسط خلافات بشأن مكان انعقادها، وبسبب الاضطرابات الشعبية التي تجتاح العديد من دول المنطقة. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، إن الأمانة العامة للجامعة وزعت مذكرة رسمية على كافة الدول الأعضاء، تفيد بأنه في ضوء مذكرة العراق بطلب عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب، وفي ضوء المشاورات التي أجرتها الأمانة العامة للجامعة مع عدد من الدول الأعضاء، فقد ظهر من خلال هذه المشاورات توافق حول تأجيل القمة العربية. وذكر بن حلي، في تصريحات له من العاصمة المصرية القاهرة، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في 15 مايو القادم للتشاور بشأن تحديد موعد جديد لعقد القمة العربية، إلا أنه لم يتطرق إلى ما إذا كان سيتم تغيير مكان القمة. وكان موعد القمة العربية الثالثة والعشرين محل خلاف على مدار الشهور القليلة الماضية، بعدما أعلنت ليبيا التي تتولى رئاسة القمة تأجيلها، في الوقت الذي شددت فيه الأمانة العامة للجامعة العربية على ضرورة عقدها في موعدها، وهو نفس الموقف الذي أكدته العراق. وفي مطلع مارس الماضي، قرر وزراء الخارجية العرب تأجيل القمة، التي كان مقررا عقدها أواخر نفس الشهر في العاصمة العراقية، إلى موعد أقصاه 15 ماي القادم، على أن تُعقد في نفس موقعها، وفق ما أكده مصدر رفيع في جامعة الدول العربية لCNN بالعربية. وقد جاء القرار السابق بتأجيل القمة العربية، الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب، بعد يوم على تأكيد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أن القمة ستُعقد في مكانها وموعدها المقررين، في 29 مارس 2011، بالعاصمة العراقية بغداد. وفي 13 أبريل الجاري، قال وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في رسالة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إن دول مجلس التعاون الخليجي طلبت من الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، «إلغاء» القمة العربية المقبلة في العراق.