يبحث الإطار التقني والإداري للفتح عن حلول لثلاثة إشكاليات، وضعية ملعب الفتح وهو ما تطلب تسريع وثيرة التفاوض من أجل الاستقبال في المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، والتخلص من إحباط النزول، وتفادي تجربة الإعارة. وبمجرد نزول الفتح الرباطي لكرة القدم إلى القسم الثاني، بادر المكتب المديري للفريق برئاسة محمد منير الماجدي، إلى تشكيل لجنة مؤقتة يرأسها الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لتسيير الفرع أملا في طي صفحة التذمر والاستياء الذي سيطر على مكونات النادي. وعلى المستوى التقني اختار طاقما منسجما ينتمي لمدينة الخميسات، بتعيين عموتة مدربا ومومن مديرا رياضيا، مع توصية باستحضار هدفين أساسيين، الأول يتمثل في المنافسة على الصعود إلى القسم الأول، على أن يكون الصعود على أسس وثوابت تمنع الفريق من النزول مجددا، والثاني يتمثل في دعم العمل القاعدي كي تظل للفريق الرباطي هياكله التقنية وهويته. ولقد عانى الفتح بعد نزوله من ثلاث معضلات، بدءا بتسريح اللاعبين المعارين ومن بينهم خمسة عناصر أساسية، كصلاح العائد إلى المغرب التطواني ومازيني الذي استعاد مكانته في اتواركة والجعفري لاعب الجيش وعتبة حارس الرجاء البيضاوي، ويوسوفو اللاعب القادم من النيجر، ثم اسماعيل واجغو الذي انتقل للعين الإماراتي. ثم حالة التذمر التي سيطرت على اللاعبين بعد النزول، ثم الملعب. وأكد المدير الرياضي للفريق حسن مومن في تصريح ل«المساء» إن الهدف الرئيسي الذي حدده المسؤولون هو الصعود في نهاية الموسم الرياضي الحالي، وتكوين فريق قادر على احتلال إحدى المراتب الثمانية بعد صعوده لقسم الصفوة، مع التشبث برهان التكوين على المستوى القاعدي كي لا يذهب العمل المنجز سابقا، مؤكدا بأن المشكلة التي واجهت الفريق في بداية التحضير للموسم الرياضي المقبل، هي مضاعفات النزول للقسم الثاني حيث كان اللاعبون في حالة إحباط والمعنويات منحطة، مما تطلب مجهودا على المستوى التقني والنفسي لتجاوز الوضعية، إضافة لمشكل اللاعبين المعارين الذين عادوا إلى أصولهم مخلفين ثغرات في تركيبة الفريق، وأضاف الإطار الوطني بأنه تقرر منع استقطاب لاعبين على سبيل الإعارة داخل الفتح. وأضاف مومن بأنه اجتمع بمعية عموتة مع اللاعبين وحثهم على الجهد والمثابرة، موضحين لهم الأهداف والمرامي، وقال «لقد قلنا لكل لاعب إذا كان لديك مشروع للتألق رفقة الفتح فهذه هي الضوابط، وإذا كان التفكير منصبا على وجهة أخرى فالفتح مستعد لمساعدة كل لاعب على تحقيق آماله، وهذا تعاقد معنوي كان لابد منه قبيل بدء التحضيرات». على مستوى الانتدابات بادر الفريق إلى التعاقد مع مجموعة من اللاعبين دوي الخبرة من أجل تأطير الشبان، الذين يشكلون خزان الفتح، سيما وأنهم نالوا بطولة المغرب باستحقاق، ومن بين الأسماء التي التحقت بالفريق نجد إدريس الصويت اللاعب السابق للكوكب المراكشي، ولطفي بن بوبكر القادم من الكوكب أيضا والذي يعرف عموتة إمكانياته بحكم الارتباط القديم باتحاد الخميسات، ومراد الزيتوني اللاعب السابق لشباب المسيرة، وعودة اللاعب يوسوفو الذي جدد تعاقده مع الفريق لموسمين قادمين، ولم يكتف المكتب المسير بهذه التعاقدات، بل يسعى لتأمين احتياجات عموتة بالبحث عن قطع غيار أخرى، حيث قطعت المفاوضات أشواطا كبيرة مع حارس دولي سابق، ومدافع أوسط مخضرم ومهاجم من نفس الطينة، من أجل بث روح الثقة في المجموعة، كما أن المدرب بادر إلى إدماج أربعة لاعبين من فئة الشبان ضمن الفريق الأول اعترافا بالعمل الجيد الذي قام به المدرب مجاهد وزميله عبد الجليل على المستوى القاعدي.. وكان الفتح الرباطي قد باشر استعداداته مبكرا ابتداء من 25 يوليوز، حيث يقيم معسكرا تدريبيا في إيفران تخللته مجموعة من المباريات الودية، أمام كل من اتحاد الخميسات وشباب المسيرة وجمعية سلا، ومن المنتظر أن يواجه الفتح وداد فاس يوم الجمعة صباحا واتحاد سيدي قاسم عشية، للوقوف على درجة استعداد كل اللاعبين، ومن المفارقات العجيبة لهذه المباراة أن الفتح سيلاقي عزيز العمري مرتين، في الصباح كمدرب لوداد فاس، ومساء كرئيس لاتحاد سيدي قاسم.