البروتينات حيوية، فهي تكون بنية الخلايا في أجسامنا وتسهم في النشاطات الخاصة بالنمو والتطور لكل خلية تقريبا وفي إصلاح الأنسجة، كما تجهز البروتينات الوقود اللازم لاحتياجات الجسم من الطاقة. وعندما يكون التمثيل الغذائي (الأيض) في وضع طبيعي، فإن البروتينات داخل الجسم البشري تتفكك إلى جزئيات أصغر، تسمى الأحماض الأمينية. وتستخدم بعض هذه الأحماض كوقود، بينما يتجمع البعض الآخر في شكل جزئيات بروتينية لتعويض البروتينات التي تستهلكها الخلايا يوميا. أحماض أمينية تتفكك البروتينات التي نتناولها إلى أحماض أمينية، وتسمى بعض هذه الأحماض «أحماضا أمينية حيوية»، لأن أجسامنا لا تستطيع تكوينها ويجب علينا الحصول عليها من الغذاء.. إلا أنه لا يتوجب علينا الحصول على تلك الأحماض الأمينية كلها من كل مصدر من مصادر البروتينات، رغم أننا نحتاج إلى تلك المصادر كلها في غذائنا. ولا تستطيع أجسامنا تخزين الأحماض الأمينية، لذلك علينا تعويضها، يوميا، عن طريق البروتينات التي نتناولها. وتعتمد كمية البروتينات الغذائية التي نحتاجها يوميا، جزئيا، على وزن الجسم وعلى نشاطنا البدني، ويحتاج بعض الأشخاص إلى الحد من تناولهم من البروتينات، بسبب ضعف وظائف الكلي أو سوء التمثيل الغذائي لديهم. حصص يومية الكميات الموصى بها والمسموح بتناولها بالنسبة إلى الأشخاص البالغين هي 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام واحد من الوزن يوميا. لكن الأطفال والحوامل والمرضعات والمرضى في مرحلة النقاهة والمصابين بالصدمات أو الذين خضعوا لعمليات جراحية يكونون بحاجة أكبر إلى البروتينات. كما يحتاج الأشخاص النشطون جدا والرياضيون إلى كميات أكثر منها. ويوصي معهد الطب بأن يحصل البالغون على 10 إلى 35% من السعرات الحرارية اللازمة لهم يوميا من البروتينات. ويجب أن تعكس هذه النسبة التغيرات في الغذاء والنشاط، فعلى سبيل المثال، إن شرعت امرأة ما في تقليل عدد السعرات الحرارية المتناوَلة، فإن عليها تناول حصة أكبر منها، على شكل بروتينات، لكي تلائم متطلبات جسمها. مصادر البروتينات تحتوي أغلب مصادر البروتينات الحيوانية على الأحماض الأمينية الحيوية كلها، على خلاف المصادر النباتية التي لا يحتوي الكثير منها على تلك الأحماض. وللحصول على نطاق كامل من الأحماض الأمينية الحيوية يجب على الأشخاص النباتيين والنباتيين الخالصين تناول أنواع متعددة من النباتات المحتوية على البروتينات يوميا. وتؤثر البروتينات الحيوانية والنباتية التأثير نفسَه، تقريبا، على جسم الإنسان، إلا أنه من المهم الالتفات إلى العناصر الغذائية الأخرى التي تحتويها مصادر البروتينات. وعلى سبيل المثال، فإن قطعة من لحم «الستيك» هي مصدر كبير للبروتين. ويعتبر الدجاج والسمك المصادرَ الأولى للبروتينات، أما السمك الدهني، مثل السلمون، فيقدم أحماض «أوميغا 3» الدهنية الصحية. وتمثل الفاصوليا والحبوب الكاملة مصادر جيدة للبروتينات، إضافة إلى كونها مصادر جيدة للألياف.