اعتادت «ق ح»، امرأة في عقدها الثالث، أن تخرج تحت جنح الظلام، لتلتقي بعشيقها «ر ت» في غفلة من زوجها. ولم يكن يدور بخلد الزوج «ت ع» أن زوجته تخونه مع رجل آخر قدم من إحدى القرى النائية بسوس، واستقر في مدينة خريبكة، واشتغل مساعد صاحب «محلبة». كانت المرأة كثيرة التردد على «المحلبة»، خصوصا وقت الظهيرة وخلال المساء وتحت جنح الظلام. كما كانت ترافقها طفلتها الصغيرة ذات الأعوام الخمسة. في أحد الأيام تشاجرت المرأة مع زوجها بعد أن رفضت النوم معه، فألح عليها أن تصارحه بحقيقة ما يروج عنها داخل الحي، وإن كانت حقا تخونه مع رجل آخر، لكنها التزمت الصمت وبررت رفضها بمرض ألم بها فجأة، لكنه ألح عليها أكثر كي تقول الحقيقة دون مراوغة، غير أنها رفضت، مما أجج غضب الزوج، فضربها ضربا مبرحا وطردها من البيت بعد أن أخرجها إلى الشارع في وقت متأخر من الليل مع ابنتها الصغيرة. قضت المرأة الليل كله عند الجيران، وتوجهت نحو منزل أهلها لتحكي لهم حكايتها، وكيف أن زوجها ألقى بها في الشارع، وأنه لولا تدخل أحد الجيران لكانت عرضة لأيادي المنحرفين. ومنذ ذلك الوقت، ظلت «ق ح» في منزل والدها ترفض أي وسيط يحاول إعادتها إلى بيت الزوجية. ساعة اللقاء مع العشيق هذه الوضعية ساعدتها على اللقاء بعشيقها مرات عديدة في غفلة من عائلتها، إذ كانت تتذرع بمرافقة طفلتها إلى المدينة لشراء بعض الحاجيات، لكنها كانت تركب سيارة أجرة وتتجه رأسا إلى الحي الشعبي الذي يوجد به عشيقها. ذلك اليوم الذي سيكون نهاية لخيانة زوجية استمرت أياما طويلة، تزينت المرأة على غير عادتها، وخرجت صحبة طفلتها الصغيرة واخترقت دروبا ملتوية حتى وصلت إلى حيث يشتغل العشيق. كان الوقت ظهرا، والعشيقان في لحظات حميمية غير معهودة، والطفلة الصغيرة تلعب بجوارهما غير آبهة بلعبهما الشيطاني، مكتفية بلعبها البريء. ظل العشيقان في وضعهما المخل بالآداب، فيما كان القدر يتربص بهما في غفلة ويعجل بنهاية محتومة. ففي الوقت الذي كانت «ق ح» واقفة والعشيق يداعب أسفل جسدها، ونظرا لطولها المتميز، كانت دورية للأمن تمر من أمام المحلبة ببطء، فارتبكت «ق ح»، وحاولت الاختفاء في محاولة منها لإبعاد الشبهات، لكن عناصر من الأمن شكت في أمرها، فقامت بإخفاء السيارة خلف المحلبة واقتربت ببطء لتلقي عليهما القبض في حالة تلبس . خلال كل مراحل التحقيق، اعترفت الزوجة بالمنسوب إليها، في حين أكد العاشق عدم معرفته بزواج عشيقته، وأنها كانت توهمه بأن الطفلة الصغيرة ابنة أختها، وأنها نظرا لتعلقها الشديد بها، تنادي عليها باسم «ماما»، مؤكدا في الوقت نفسه ارتباطه ب«ق ح» منذ مدة، وأنه كان ينوي الزواج منها في ما بعد. الحكم على المتهمين أدانت محكمة الاستئناف في خريبكة كلا من «ق ح» و«ت س» بالسكر والفساد والخيانة الزوجية، وحكم عليهما من أجل ذلك بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية.