ألقى درك تاونات، السبت المنصرم، على «قاض» مزور، فيما لازال زميله عميد أمن مزور في حالة فرار, بعد أن تمكنا من النصب على تاجر مجوهرات. وتمكن عميد شرطة مزور من الإفلات من قبضة رجال الدرك بعد عملية استنفار أمنية أطلقت لاعتقاله رفقة صديقه القاضي المزور، اللذين قادا عملية نصب «كبيرة» و«غريبة» على صاحب محل لبيع المجوهرات ببلدة تيسة بضواحي المدينة، واستعملا فيها مخدرا منوما في مشروب «رايبي»، وذلك إلى جانب غاز «الكريموجين». القاضي وعميد الشرطة المزوران قدما إلى هذه البلدة مساء يوم الجمعة الماضي على متن سيارة «كولف» من نوع «تي دي إي»، وقصدا محل المجوهرات، وأطلعاه على صفتيهما، كما أخبراه بأن غرضهما من هذه الزيارة هو اقتناء بعض المجوهرات التي سيحتاجانها لخطبة فتاة في المنطقة، وقدما له مبلغ 1200 درهم عربون «مصداقية» لعمليتهما مقابل شراء خاتم من ذهب، على أن يعودا في صباح يوم السبت لاقتناء ما تبقى من احتياجاتهما. ولأن الأمر يتعلق بنائب للوكيل العام للملك وبعميد شرطة بالدار البيضاء، فإن بائع المجوهرات رحب بضيفيه، ووعدهما بتوفير ما يحتاجانه، وبجودة عالية وأثمنة مناسبة. وفي صباح السبت، عاد الشخصان إلى المحل، ومعهما مشروب «رايبي» قدماه لصاحب المحل، وما إن شربه حتى بدأ رأسه في الدوران. ولم ينفع وضعه الصحي المفاجئ في «إقناع» الشخصين بمغادرة المحل، لأنهما عمدا إلى استعمال غاز «الكريموجين» لإسقاطه أرضا، وسرقة حوالي 4 ملايين سنتيم كانت في خزانته، وفرا إلى وجهة مجهولة على متن سيارتهما. وأثارت الطريقة الهوليودية التي غادر بها الشخصان المكان شكوك تجار مركز البلدة، فقام بعضهم بتفقد محل زميلهم للاطمئنان على وضعه، حيث وجدوه مغمى عليه، حيث تم إخبار الدرك الذي أعلن حالة استنفار في المدينة وضواحيها. لكن سيارة القاضي وعميد الشرطة تعطلت في جماعة الولجة القروية بسبب عطب تقني لحقها. وعمد الشخصان إلى تقسيم «الوزيعة»، وتوجه عميد الشرطة إلى وجهة مجهولة فيما تكلف صديقه القاضي بإصلاح السيارة وإحضار «الديبناج»، على أن يتولى صديق هذا الأخير نقله على متن سيارته الخاصة إلى فاس. وتزامنت حملة الدرك مع العثور على السيارة، فأخبرهما صاحب الديبناج أن «السيد نائب وكيل الملك بالدار البيضاء» قد تكلف صديقه بنقله إلى فاس، وعندما أخبره بحكايته الحقيقية، اتصل بصديقه هاتفيا، وأمره بألا يدع «السيد القاضي» ينزل من السيارة إلا بحضور رجال أمن فاس. وقد سلم مساء السبت الماضي لعناصر أمنية في منطقة سيدي بوجيدة بمدخل العاصمة العلمية. وبينت التحقيقات الأولية أن القاضي الوهمي يتحدر من منطقة سيدي مومن الصفيحية بالدار البيضاء، يبلغ من العمر 45 سنة، متزوج وله ثلاثة أبناء، وهو من أصحاب السوابق في مجال النصب والاحتيال.