لم يخرج الديربي البيضاوي العاشر بعد المائة بين الرجاء والوداد برسم الجولة الرابعة والعشرين من البطولة الوطنية القسم الوطني الأول عن المألوف، وفضل الفريقان اقتسام النقط على الخروج بغالب أو مغلوب، إذ لم يكسر الديربي حاجز التعادل الذي هيمن على تاريخ المواجهات بين الطرفين، ووصف بعض محبي أنصار الوداد أن التعادل يخدم بقوة فريق الرجاء عكس الوداد، فالرجاء حافظ على رصيده ومركزه كمطارد مباشر لنيل لقب البطولة الوطنية، في حين أن تعادل الوداد يصعب شيئا ما مأمورية الحفاظ على اللقب، على حد تعبير المناصرين في ظل ما ينتظر الوداد من مباريات. وفي القنيطرة أضاع الكاك فرصة ثمينة للانعتاق من الصفوف الأخيرة في سبورة الترتيب، إثر سقوطه في فخ التعادل أمام الكوكب المراكشي، خلال المواجهة التي جمعتهما، أول أمس، بالملعب البلدي في القنيطرة، برسم الجولة 24 من منافسات دوري النخبة. ولم يحسن لاعبو الكاك، الذين تسلموا جميع مستحقاتهم المالية، استغلال عاملي الأرض والجمهور، وبدا العرض الذي أبانوا عنه في هذا اللقاء جد باهت وغير مقنع، على عكس ما كانت تتوقعه جماهير الفريق التي حضرت المباراة، والتي كانت تمني النفس في تحقيق فوز تمكن النادي من الهروب عن المناطق المكهربة المؤدية إلى القسم الثاني. غياب لاعب خط الوسط مهدي حدادي من صفوف الكاك كان له الأثر السلبي على وسط ميدان الفريق، رغم إشراك العميد رشيد بورواس طيلة أطوار هذه المباراة، إذ لم تستطع عناصر النادي القنيطري القيام بحملات هجومية منسقة إلا في مناسبات معدودة على رؤوس الأصابع. العديد من لاعبي الكاك، وفي تصريحات متطابقة ل»المساء»، كشفوا أنهم عانوا من ضغط عصبي شديد، وقالوا إن حساسية المقابلة أثرت بشكل كبير على نفسية معظم العناصر، وكان هاجس الخوف من هزيمة مفاجئة يسود الجميع، سيما أن خط الهجوم لم يكن فعالا، وهو ما يفسر عدم ظهور الفريق بمستواه الحقيقي. بالمقابل، اعتبر الإطار الوطني فتحي جمال، مدرب الكوكب المراكشي، نتيجة التعادل منصفة للطرفين، وأضاف أن الضغط النفسي أرخى بظلاله على الجانب الفني للمباراة ككل، حيث كان مستوى المقابلة جد ضعيف، ولم يرق إلى الطموحات. وأشار فتحي جمال، أن عملا كثيرا ينتظره رفقة الكوكب في القادم من الأيام، وقال »جيت ولقيت الفرقة مسيوسة، ولكن مع ذلك، سنواصل عملنا إلى آخر المطاف، وأنا لست خائفا على مستقبل الفريق». أما بقية التواقين إلى الانعتاق من شبح النزول إلى القسم الثاني، فكانت نتائجهم سلبية، فشباب قصبة تادلة انهزم ضد الماص، الذي يبدو أنه عازم على التتويج بلقب البطولة الوطنية، أما «الواف» فقد اقتسم النقط ضد شباب الريف الحسيمي. لكن المغرب التطواني كان له رأي آخر في هذه الجولة، وكسر حاجز الخصام مع الانتصارات مسجلا فوزا هاما ضد الفتح الرباطي. الجيش الملكي غير جلباب النحس وتعملق ضد فريق شباب المسيرة هازما إياه بأربعة أهداف مقابل اثنين، ظهر فيها تألق كبير لعناصر شابة، ينتظر أن تكون الخلف لنجوم طالما رددتها الألسن لسنوات. ويمكن اعتبار تعادل اولمبيك خريبكة خارج الديار ضد اولمبيك آسفي بالنتيجة الهامة، بالرغم من أن مدرب الفريق احتج كثيرا على حكم المباراة.