ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلا عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين، أن الولاياتالمتحدة، التي كانت تدعم الرئيس اليمني عبد الله صالح منذ وقت طويل حتى بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله، أعادت النظر في موقفها. وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية خلصت إلى أنه ليس من المحتمل أن يطبق صالح الإصلاحات التي طالبه بها المحتجون, وأن عليه أن يتنحى. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن دعمت صالح الموجود في الحكم منذ عام 1978، وكانت «تتجنب انتقاده علنا»، لأنها كانت تعتبره حليفا أساسيا لها في محاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.إلا أن هذا الموقف بدأ يتغير في الأسابيع الأخيرة. وأوردت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا زملاءهم اليمنيين أن الدعم الأمريكي لصالح غير قابل للاستمرار، بالنظر إلى الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي يواجهها, وأن على الرئيس اليمني التخلي عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني أن واشنطن غيرت موقفها منذ أسبوع تقريبا، عندما بدأت المفاوضات حول تنحي صالح بينه وبين المعارضة. وقال المسؤول إن واشنطن كانت تدعو إلى انتقال السلطة في اليمن منذ بدء المفاوضات، إلا أنها تجنبت إظهار موقفها هذا علنا، لأنها مازالت تشارك في المفاوضات. وأوضح المسؤول أن الحديث يدور حول تخلي صالح عن السلطة ونقلها إلى حكومة تصريف أعمال برئاسة نائبه، تدير الأمور في البلاد حتى إجراء الانتخابات. وأضاف أن المفاوضات تتركز في الوقت الراهن على الجدول الزمني لانتقال السلطة وآلياته. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن تغيير الموقف الأمريكي من صالح لن يؤدي إلى إعادة النظر في موقف واشنطن من العمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن. وكانت الولاياتالمتحدة قد تحدثت علنا لأول مرة عن قلقها بشأن من سيخلف الرئيس اليمني الحالي. وقال مارك تونير، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «إن حالة من القلق البالغ تسيطر على المسؤولين الأمريكيين إزاء وجود تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية في اليمن وأماكن أخرى عقب نشر التنظيم بيانا على شبكة الإنترنت يعلن فيه محافظة أبين إمارة إسلامية». وأضاف تونر «أن تعاوننا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في اليمن ما زال متواصلا، وفي الواقع أنه ليس موجها ضد شخص بعينه، فهو تعاون قائم مع الحكومة اليمنية».