اعترفت وزارة الثقافة بأعمال النهب والسلب التي طالت المعلمة التاريخية في طنجة، «فيلا هاريس»، وذلك بعد زيارة قام بها إلى المدينة الكاتب العام لوزارة الثقافة، حيث عاين الوضعية المزرية للموقع. وقد اعترف الكاتب العام لوزارة الثقافة بوجود أعمال نهب وتدمير طالت بناية «فيلا هاريس» التاريخية ومحيطها، وهي البناية المصنفة ضمن المآثر التاريخية لمدينة طنجة. ورغم أن والي المدينة، محمد حصاد، كان قد قرر، قبل سنوات، تصنيف هذه البناية ضمن المعالم التاريخية، فإنه لا شيء تغير فيها وظلت معرضة لإهمال فظيع، كما أن وحوش العقار في المدينة تكالبوا عليها وأرادوا السطو على محيطها، بما في ذلك مسبحها التاريخي وحدائقها الفسيحة، والذي تقدر مساحته بعشر هكتارات، من أجل إقامة مشاريع عقارية مكانه. وقال الكاتب العام لوزارة الثقافة إن اللجنة التي زارت هذا الموقع الأثري يوم السبت الماضي أصيبت بالإحباط وفوجئت بمدى الدمار الذي لحق بهذا الموقع، وعبَّرت، في نفس الوقت، عن عميق استيائها مما حدث من دمار ونهب، تفاقما خلال الأشهر الأخيرة. وقد أصدرت وزارة الثقافة بيانا قالت فيه إن اللجنة المذكورة عاينت أعمال التدمير التي طالت العناصر المعمارية والتراثية لهذه «الفيلا» التاريخية، من خلال اقتلاع عناصر الزخرفة الأصيلة وهدم أجزاء من الجدران والسقوف المزخرفة واقتلاع مجمل الأعمال الخشبية داخل البناية. وذكر البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن أعمال النهب شملت، أيضا، كل المرافق الملحقة بالفيلا التاريخية، بما فيها المسبح والمسرح والمطعم وغرف الإقامة، المنتشرة عبر الموقع الغابوي الطبيعي، الذي يتضمن أشجارا متنوعة وفريدة قد يناهز عمر معظمها المائة سنة. واستنكر البيان، بشدة، ما لحق بهذه البناية الأثرية، مؤكدا عزم الوزراة على اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للحفاظ على هذا الموقع التراثي، «الذي لو شاء له أن يُدبَّر بعقلانية ومسؤولية لشكّل موقعا ثقافيا وسياحيا استثنائيا ولأصبح متنفسا طبيعيا لمدينة طنجة»، وفق ما جاء في البيان. وكان والي طنجة قد صرح، خلال لقاء المجلس الإداري للوكالة الحضرية مؤخرا، بأن «فيلا هاريس» لم تكن مصنَّفة من قبلُ كمحمية تاريخية وأن هذا الموقع تم تصنيفه كذلك في عهده، غير أنه لم يشر إلى المساحة التي تخضع لمبدأ الحماية الثقافية والتاريخية، على اعتبار أن «وحوش العقار» يحاولون فقط الإبقاء على جدران الفيلا وتدمير ما عداها. والغريب أن والي طنجة، ومنذ أن دخلت «فيلا هاريس» ضمن مجال الحماية الثقافية، لم يقم بأي زيارة إلى المكان، ولم يعاين حجم الدمار الذي لحقها من طرف الذين يريدون الاستحواذ عليها وسلب طنجة معلمة أخرى من معالم تاريخها وهويتها.