في الرابع والعشرين من شهر يونيو من السنة الماضية تم اكتشاف جثة شخص مجهول الهوية بحي النهضة، طريق كيسر بسطات، وبعد تشريحها تبين أن الموت ناتج عن إصابة بليغة في الرأس. وقد توصلت مصلحة الشرطة بمكالمة هاتفية من شخص لم يفصح عن هويته، كشف فيها أن وفاة الضحية كانت نتيجة اعتداء تعرض له من قبل شخص يدعى سعيد ببرشيد، يعمل ميكانيكيا بحي النهضة بطريق كيسر. بحث وتحقيق فتحت عناصر الضابطة القضائية تحقيقا في الموضوع فاستمعت للمسماة (ل.و) زوجة المتهم (س.ز)، التي صرحت بأن واقعة الاعتداء بالضرب والجرح حصلت بتاريخ 12 يونيو من السنة الماضية بالمنزل الذي تقطنه رفقة زوجها، إذ كان الضحية ممددا أسفل الدرج فطلب منه زوجها وشقيقه مغادرة المكان، غير أنه لم يأبه بأمرهما، فشرعا في تعنيفه، ووجه له زوجها ثلاث ضربات برجله إلى الظهر ووجه له أخوه عدة ضربات بمختلف أنحاء جسمه، خاصة في الرأس والوجه، وتم سحبه إلى غاية بقعة أرضية فارغة وتركه هناك، وفي اليوم الموالي أبعده زوجها من ذلك المكان، وتركه قرب الحائط المقابل للخيرية الإسلامية وظل هناك خمسة أيام لتكتشف الشرطة فيما بعد جثته. وبعد ذلك تم الاستماع إلى المسمى (ع.أ)، الذي قال إن الضحية غير معروف وهو من المتشردين المترددين على تجزئة النهضة، وأنه شاهده مرارا يتجول في الحي المذكور. إفادة المتهمين عند الاستماع إلى المتهم (س.ز) قال إنه عندما نزل الدرج لفتح الباب لأخيه وجد الضحية بالدرج فعمل بمعية أخيه على مطالبته بمغادرة المكان دون جدوى، ثم قام بضربه برجله ثلاث مرات في ظهره، وعاود ضربه بعصا بمختلف أنحاء جسمه. كما قام أخوه بتعنيفه، وتم سحبه خارج المنزل إلى بقعة خالية، وفي اليوم الموالي أبعده قرب الحائط المقابل للخيرية الإسلامية، وأضاف بأن كمية الكيف والتبغ التي تم حجزها بمنزله تعود لأخيه (ب.ز). كما أكد المتهم ( ب.ز) خلال الاستماع إليه ما جاء على لسان أخيه، ولكنه أضاف معلومة أخرى هي أن أخاه (ع.ز) معروف بشذوذه الجنسي، وقد يكون هو من أحضر الضحية المتشرد إلى البيت. مباشرة بعد ذلك تم الاستماع إلى (ع.ز)، الذي صرح بأنه اعتاد على طلب المنحرفين إلى غرفته من أجل ممارسة الجنس عليه، وهو الأمر الذي جعل أخاه (س.ز) يعرضه للعنف لأنه يجلب العار للعائلة. وأضاف بأنه وجد الضحية ليلة الحادث على أحد كراسي الحديقة القريبة من البلدية وبدا له أنه من مدمني الكحول، فعرض عليه مرافقته إلى غرفته التي دخلاها خلسة، وهناك خلع ملابسه ومارس عليه مرافقه الجنس وطلب منه مغادرة المكان خوفا من بطش أخيه (س.ز)، ثم خلد للنوم، وفي وقت متأخر من الليل سمع صراخا بباب المنزل، فنزل الدرج لتفقد الأمر فشاهد أخويه (س.ز) و(ب.ز) وهما يعتديان على الضحية الذي رافقه إلى منزله فعاد إلى غرفته وأغلق عليه الباب خوفا من أخيه. وتطابقت تصريحات الزوجة و(س.ز) حول ملابسات الحادث، في حين أكد (س.أ)، الذي أشعر رجال الشرطة بالحادث، أنه في صباح يوم الحادث حضر إلى مقر عمله، فوجد الضحية جثة هامدة ومحاطا بالعديد من الناس، فعمل على إخبار الشرطة وهو لا يعلم شيئا عن ظروف وملابسات الحادث. محاكمة المتهمين اعترف المتهمان بأنهما ضربا الضحية بعصا في مختلف أنحاء جسمه، وبين التشريح بأن الضحية مات نتيجة نزيف ورضوض في الرأس. كما ثبتت في حق المتهم (ب.ز) جنحة استهلاك المخدرات. واعترف (ع.ز) بأنه شاذ جنسيا، وأنه من كان وراء جلب الضحية إلى البيت. وقد تمت إحالتهم جميعا على المحكمة، إذ تمت متابعة المتهمين الأولين بالضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه مع استهلاك المخدرات للمتهم الأول، وبمتابعة المتهم الثالث بالشذوذ الجنسي. وقد قضت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بسطات بمؤاخذة (س.ز) بالضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه والحكم عليه ب12 سنة سجنا نافذا، وبإدانة (ب.ز) ب5 سنوات سجنا نافذا بعد متابعته بالضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه واستهلاك المخدرات. أما (ع.ز) فقد أدانته نفس الغرفة ب6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة تقدر ب1000درهم بعدما متابعته بالشذوذ الجنسي. وقضت الغرفة ذاتها بأداء المتهمين الأولين (س.ز) و(ب.ز) لفائدة المطالب بالحق المدني مبلغ 50000 درهم كتعويض مدني.