قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، إن السلطات أفرجت عن إيمان العبيدي، التي وصلت قصتها إلى العالم بعد أن اقتحمت بهو فندق مخصص للصحفيين الأجانب لتقول إنها تعرضت للاغتصاب من قبل عناصر أمنية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، مضيفاً أنه تم توقيف أربعة أشخاص على ذمة القضية، بينهم نجل مسؤول كبير. وقال موسى إبراهيم، في المؤتمر الصحفي شبه اليومي، الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: «لقد أفرجنا عنها، وهناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار. نحن نعتبر الأمر قضية جنائية». وأضاف إبراهيم أن التحقيقات مع الموقوفين جارية، وأضاف «لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين. القضية جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم». وكانت العبيدي قد دخلت يوم الجمعة الماضي ردهة الفندق في طرابلس، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي، وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادونها إلى الخارج بالقوة. وقال مراسل «CNN» إن الرضوض والخدوش كانت تعلو وجه المرأة بوضوح. كما غطت الخدوش قدميها. أما مظهرها الخارجي وملابسها فتدل على أنها في منتصف العمر تقريبا، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة. وأشار مراسل «CNN» إلى أن الموظفين الحكوميين الليبيين المكلفين بمرافقة الصحفيين الأجانب سارعوا إلى محاولة اعتقال المرأة، التي بدأت تصرخ وتقاومهم، قائلة إنها تريد من الصحفيين رؤية «وحشية نظام القذافي» بأنفسهم. وقام أحد عمال الفندق بإشهار سكين في وجه المرأة، وصرخ قائلاً «خائنة»، بينما قام موظف يفترض أنه يرافق الصحفيين بسحب مسدسه، في حين هاجم موظفون آخرون الصحفيين الأجانب وأوقعوهم على الأرض، محاولين سلب أجهزتهم، وقد قاموا بمصادرة كاميرا «CNN» وحطموها. وقد عمد الموظفون إلى وضع كيس بلاستيكي على رأس المرأة وسحبوها خارج بهو الفندق، وقالوا للجميع إنها مجنونة ويجب أن تؤخذ إلى المستشفى للعلاج، بينما واصلت هي الصراخ قائلة إنهم سيأخذونها إلى السجن. وكشفت والدة الشابة الليبية إيمان العبيدي أن مسؤولين ليبيين في باب العزيزية اتصلوا بها وطلبوا منها إقناع ابنتها بتغيير إفادتها بتعرضها للاغتصاب من لدن 15 من الكتائب الأمنية للقذافي مقابل دفع تعويض مادي وإغراءات أخرى، من بينها توفير منزل لأسرتها. وقالت الوالدة، وهي تبكي، إنها رفضت طلبهم وتحدثت إلى ابنتها في الهاتف وطلبت منها الثبات على أقوالها، وقد أكدت لها إيمان تشبثها بأقوالها التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية. وقالت الوالدة أمام كاميرا «الجزيرة» إنها مرفوعة الرأس لأن إرادة ابنتها «لم تنكسر أمام عناصر الأمن»، وناشدت شباب طرابلس بالتحرك لأن ابنتها اختطفت في مدينتهم وأمام الملأ.